مها محمد الشريف
في الواقع يواجهنا عالمنا بالتغيير الدائم، يحاج كثيرا الإعلام التقليدي من الناحية العملية ويحمله تكلفة الخمول والتراجع وعدم التطوير المطلوب، ما أوجد فجوة بينه وبين موضع متقدم في الحياة المتجددة، ولم يحظ الإعلام المحلي بدور نشط مقارنة بالدول الأكثر تطورا إلا في هذا العهد الزاهر، نظرا لأن ما ينطبق على الحياة العصرية ينطبق بالضرورة على الحياة الاجتماعية.
فقصة زمن الصورة والخبر تُروى على مستويات مختلفة في جميع أنحاء العالم، لأنها حلقة وصل بين الفرد والعالم فأصبحت ضرورة قصوى. كان ذلك جانباً واحداً من التقنيات الحديثة، أما الجوانب الأخرى فتأتي على قدر كبير من الأهمية، فمخاطبة العالم بلغة السلام والأمن للبشرية تحتاج جهوداً كبيرة.
غدت هذه العلاقة حدثاً مثيراً بين الإنسان والآلة وتنطوي على أفكار متجددة تصل إلى أبعد مدى من العالم، مادام الإنسان مؤمنا بقدراته ومرونة اتصاله بالعالم الخارجي، لأنه الأساس في المواكبة والتطوير، ويتم بموجبه تناسق جهود وزارة الإعلام مع ورؤية 2030، إذ أعلنت وزارة الثقافة والإعلام إطلاق «مركز التواصل الدولي» CIC، وتدشين حسابه على منصة تويتر، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع وسائل الإعلام الدولية وانتهاج المزيد من سياسة الانفتاح على الجمهور العالمي.
والأمر بذاته قفزة كبيرة نحو مستقبل يحظى بإنجازات عظيمة في بلاد الحرمين والمناسبات الدينية من عمرة وحج، فقد كشفت وزارة الثقافة والإعلام عن إمكاناتها الإعلامية وعن 1650 موظفا وفنيا وإعلاميا يقدمون للعالم خدمات النقل والبث المباشر من خلال 104 قناة تلفزيونية و19 محطة إذاعية وتوزيع الأخبار المحلية والعالمية، حيث تعمل على نقل وتغطية التجمع السنوي لضيوف الرحمن عبر قنواتها المتنوعة بنشر البيانات والتقارير والأخبار.
كانت لهذه الخطوة أهداف أهمها إظهار جهود المملكة في الحرمين والخدمات التي تقدمها، وكذلك الحال في مشروعات المشاعر، وما حققته من نجاحات في مواسم الحج السابقة وحج هذا العام 1438، ولا يغيب عن عيون وأذهان العالم الجهود التي تقدمها المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وحرصها الكبير على المعتمرين والحجاج وما يواجهها من حملات تشويه وتبديل الحقائق، ولكن هذا المنبر الإعلامي الضخم سيكون مباشرا من موقع الحدث بأربع لغات: الإنجليزية والفرنسية والفارسية والعربية، ومخاطبة العالم من خلال كوادر مؤهلة مهنيا وثقافيا من أبناء الوطن.
في ضوء ذلك يستلزم مواكبة وبناء الإعلام على نمط الاقتصاد كما يجب أن يكون على المستوى العالمي، وهذا ما يجعل خطة التطوير قيد أسس الوزارة لإعداد المركز ضمن خطتها الإعلامية الرامية لتعزيز التواصل مع الإعلام الخارجي، ليضطلع بمهمة إبراز صورة السعودية ومنجزاتها الحضارية والتنموية والكشف عن حركة النمو والتطوير التي تشهدها في شتى المجالات في إطار تنفيذ رؤية 2030، والابتكار الحالي لهذا الإنجاز يتصدر مكانا عاليا ويحظى بالإشادة.