د. محمد بن يحيى الفال
من روائع لغتنا العربية العظيمة قدرتها على التوصيف الذي نراه جلياً في الشعر والأمثال العربية التي تصف بكلمات معددوة تجارب متراكمة، ومن ذلك شطر بيت الشعر المعروف كاد المريب أن يقول خذوني، لمن يحاول تبرير أفعاله بكثرة الحديث عنها في محاولة يائسة لنكران الحقائق، أو بالمثل الشائع الصيت رمتني بدائها وانسلت وهو مثل يضرب لمن تكون فيه علة ويتهم الآخرين بها. شطر البيت والمثل يصفان باقتدار محاولات قناة الجزيرة القطرية لتضليل الرأي العام بأكاذيب وتُرهات ضد المملكة آخرها ولن يكون الأخير اتهام المملكة وشعبها بالتحريض على الكراهية ضد الحجاج القطريين. تحاول قناة الجزيرة القطرية وبيأس يدعو للشفقة أن تسوق للرأي العام بأن الحجاج القطريين يتخوفون على حياتهم بسبب خطاب الكراهية الموجه ضدهم، اتهام أقل ما يقال عنه بأنه مضحك ولا ينطلي على أحد. الحقائق التي لا لبس فيها لكل ذي بصيرة ومنصف هو بأن المملكة وبالرغم من الأزمة السياسية مع قطر لم تمنع الحجاج القطريين من تأدية فريضة الحج ونرى خلاف ذلك واضحاً جلياً باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بموضوعهم من منطلق اهتمامه بكل أمور وتفاصيل راحة وأمن جميع الحجاج بما فيهم الحجاج القطريين فوجه باستضافتهم على برنامجه المخصص لضيوف الرحمن لموسمي الحج والعمرة وأمر بفتح معبر سلوى البري الفاصل بين المملكة وقطر لمن يرغب منهم في القدوم لتأدية فريضة الحج عن طريق البر وتم تخصيص عدد من طائرات الخطوط السعودية لنقلهم مباشرة من الدوحة إلى المدينة المنورة وجدة ولكن تعنت سلطات الدوحة حال دون تحقيق ذلك، وفي خطوة أخرى هدفت لمزيد من تسهيل ترتيبات سفر حجاج قطر فقد تم تخصيص كل من مطاري الدمام والأحساء لنقلهم لأداء الحج لمن يرغب في السفر جواً لتأدية الحج بعد قدومهم براً من قطر لقرب المطاريين من قطر وتم أيضاً إعفائهم من ضرورة الحصول على التصاريح الإلكترونية الملزمة لكل من يأتي للحج، بعد أن كل هذه الإجراءات والخطوات الواضحة للبيان في تقديم كل ما يلزم لتسهيل مهمة أدائهم للحج تخرج علينا قناة الجزيرة القطرية بعلة وتبرير الكراهية المتخوف منها ولتنجرف القيادة القطرية وراء هذه الأكاذيب والتُرهات لتعلن بأنها سوف تقدم شكوى ضد المملكة كون حجاجها يتعرضون لحملة كراهية وتسيس ضدهم من قبل الإعلام السعودي وذلك لأكثر من 600 منظمة عالمية وحقوقية حول العالم. تصعيد خير وغير مسبوق وسوف يرتد على حكومة قطر كونه ينافي الحقيقة جملة وتفصيلاً وذلك من خلال الحقائق لا الأكاذيب كما تفعل قناة الجزيرة القطرية وأن ما تتحدث عنه حكومة قطر من تحريض ضد حجاجها لم يحدث منه شيء على الإطلاق ولن تستطيع توثيق أي حالة بهذا الخصوص.
الحقيقة التي تكشفت ووعاها الجميع هي أن دول المقاطعة كانت محقة في قراراتها ضد قطر التي تتخذ من الإعلام الموجه والذي تقوده قناة الجزيرة القطرية لتضليل الرأي العام والتدخل في شؤون الدول بدون وجه حق بدعوي حرية الإعلام، حرية محرضة وغير مسؤولة نرى على أرض الواقع نتائجها الوخيمة في العالم العربي من تناحر وفرقة وحروب ودمار، وتسويق ليس فقط للكراهية بل للفكر الإرهابي الإجرامي المتطرف الذي تقوده داعش والتي تسوق لها قناة الجزيرة القطرية والتي ترفض تسميتها بهذا المسمى، والذي يكرهه هذا التنظيم المجرم الإرهابي وتستعيض عنه بمسمى تنظيم الدولة وهو المسمى الذي يفتخر به ويسوق نفسه من خلاله بدعم واضح من قناة الجزيرة القطرية.
إجمالا وحتى لا يكون الحديث مُرسلاً بلا دلائل أو قرائن على من هو الطرف الذي يُسيس الحج!، ولاكتشاف ذلك بالبراهين والحجج القاطعة علينا فقط أن نقارن بين تغطية قناة الجزيرة القطرية لموسم الحج المنصرم وتغطيتها لموسم هذا الحج، ليتضح لنا العجب العجاب والتسيس حتى النخاع والفجور في الخصومة واللعب في الوقت الضائع بعد انكشاف المستور من ضغينة وحقد ومهنية واحترافية ممجوجة ذهبت أدراج الرياح وتبخرت بلهيب حرارة الصيف وبعد أن انجلى الغبار ووضعت على المحك.