سعد بن عبدالقادر القويعي
هناك من ارتضى لنفسه -الإمارة بالسوء- الإقدام على خيانة وطنه، وبيع ضميره، والتعاون مع الأعداء؛ من أجل المال، والسلطة؛ فصيروا أنفسهم لعبة في يد العدو لخراب الديار، واستضعاف أهلها. ولقد أدركنا -زمن سلمان الحزم- سقوط أقنعة الأشرار ممن أعمت أعينهم الشعارات الزائفة؛ فسقطوا بغرض التخريب، والتضليل، وإشاعة الفوضى، وزعزعة أمور البلاد، والمساس بأمن البلد، واستقراره، والأضرار بمركزه السياسي.
الخيانة ليس لها إلا صورة واحدة، هي التنكر للوطنية؛ ولأنها ليست كغيرها من الخيانات، فإنه لا بد أن تكون عقوبتها من أغلَظ العقوبات. وهؤلاء في حقيقة الأمر جزء مشوه من خريطة الوطن، ويكاد يجمع البشر على مقتهم؛ لأن ثمن الخيانة كبير، يجب أن يتحمله من أدار ظهره للوطن، وباع ضميره، ووجدانه، بعد أن كشفتهم المواقف، وأظهرت المحن خباياهم، وأجلى الواقع حقيقتهم الكاذبة. وهم -مع كل ما سبق- سينالون الخسران، والعار، والخجل، وسيبقون منكسي الرؤوس في زوايا مظلمة، وسيذكرهم التاريخ بعد موتهم بالغدر، والخيانة، والنفاق.
لا ينسى الوطن من غدر به، وخان؛ باعتبار أن خيانة الوطن ليس لها درجات، بل هي جريمة كبرى لا تغتفر؛ كون المجني عليه هو الوطن. وهي جريمة بشعة، وشمت عار تلاحق صاحبها أينما حل، وارتحل، فخائن الوطن هو خائن لله، ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهم لا يعترفون بوطن يمتلك حدودًا جغرافية، فما بالك لو كان هذا الوطن هو المملكة العربية السعودية، التي شرّفها الله - جل في علاه -، وحكامها، وشعبها باحتضان الحرمين الشريفين، وجعلها قبلة المسلمين في كافة بقاع الأرض؟
القائمة السوداء التي أعلن عنها -المستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية- سعود القحطاني لا توزع صكوك الوطنية، ولا تلصق التهم بمن يخالف في الرأي؛ لكنها ستشمل المرتزقة من المتورطين بالوقوف ضد أوطانهم لصالح الحكومات الإرهابية، والإرهابيين، والداعمين لهم؛ بغية استثمارهم في مشروعات سياسية أجنبية، أو ممن يتلاعبون باسم الدين، وبعقول الناس لأجندات خارجية، وأطماع حزبية. وستتضاعف الكارثة إذا كان من يخون لا يحس بقذارة الوحل الذي غرق فيه؛ من أجل تنظيم خاسر، أو حزب خائب.