حمد بن عبدالله القاضي
من توفيق الله أن جعل الحرمين الشريفين تحت القيادة السعودية التي جعلت خدمتيهما وخدمة قاصديهما بأول سلَّم الأولويات والثوابت لديها: رعاية لهما وإنفاقاً عليهما وحفظاً للأمن فيهما.
بعهد الملك فهد -رحمه الله- وبعز أزمة البترول الذي وصل سعره إلى رقم متدنٍّ، وجَّه -رحمه الله- أن يستمر الإنفاق الكامل على الحرمين، إعماراً ورعاية وحفظاً دون أن ينقص ريالاً واحداً.
ولا أكتب ذلك بوصفي مواطناً سعودياً أنطلق من عاطفتي، ولكن شواهد الرعاية والإنفاق ومثول الأمن بين جنبات الحرمين هي الشواهد الناطقة.
* * *
إنّ هذا الوطن قيادة وشعباً وهو يشْرف بخدمة الحرمين إنما ينهض بذلك بوصفه أمانة حمّلها اللهُ مؤِّسسَ هذه البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحمَلها أبناؤه من بعده ونهض بها معهم أحفاده، بل إنّ قائد هذا الوطن الملك سلمان بن عبدالعزيز، تخلى عن ألقاب الحكم وبهرجة الحكم واكتفى بلقب خادم الحرمين الشريفين وحسبه بذلك فخراً بهذا اللقب الذي تميز به عن ألقاب زعماء الدنيا كلها.
* * *
بعد كل هذا: كيف يأتي من يزايد على ما يقدمه هذا الوطن، وكيف تأتي إيران سابقاً ولاحقاً لتدعو لتدويل الحرمين، فلا تجد إلاّ الخزي والفشل والرفض من كل مسلم، ثم تأتي بعدها للأسف الشقيقة قطر وتتبنّى هذه الدعوة البائسة، وهي الأدرى بما يقدمه هذا الوطن للمسلمين، وما قدمه ملك البلاد لأبناء قطر بعز الأزمة، حيث ارتفع الملك سلمان على كل خلاف ونزاع من واقع حمله مسؤولية خدمة الحرمين الشريفين، فهيأ للشعب القطري كل التسهيلات وتحمل كلّ النفقات من أجل أن يؤدي الحجاج القطريون مناسك حجهم رغم وضع حكومتهم العراقيل والعمل على خلط الأوراق.
وبعد، إنّ هذا الوطن يوظف كل إمكاناته ليس بالحج ورمضان فقط، بل طوال أيام السنة من أجل خدمة الحجاج والمعتمرين سواء بإنفاق المليارات من ميزانيته: رعاية وسقاية ونقلاً وأمناً مجنداً عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين لهذا الهدف النبيل، ويشرف الملك وولي عهده بنفسيهما على أداء مناسك الحج والعمرة طوال أيام السنة، بالمتابعة والدعم والوقوف على كامل الخدمات التي تهيئ للمسلمين أداء مناسكهم بالحج والعمرة بكل أمن وتيسير.
=2=
{وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}!
وأيّ أمن هو هذا الأمن الذي يملأ القلوب روحانية وهي تخطو خطواتها في بيت الله الحرام .. وترى كعبة الله أمام ناظريها..
في تلك اللحظات..
تسقط مظاهر الدنيا.. وناطحات سحابها..!
تتلاشي عظمة الدنيا وزيفها أمام لحظة صدق، ودمعة إيمان، وتلبية مؤمن، ودعاء صالح ..
ستبقى يا بيت الله..!
نهرع إليك.. نتمسّح بحصى ساحاتك، نرتشف قطرات من زمزمك
نتهادى إليك زرافات ووحداناً..!
=3=
آخر الجداول:
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا