أحمد المغلوث
أرضنا الطيبة والمباركة اختارها الله سبحانه وتعالى ليكون فيها بيته العتيق.. ولوجود بيت الله في مكة المكرمة صارت خير أرض. وهكذا، الله سبحانه وتعالى بارك فيها ومن حولها، وجعلها آمنة، يتدفق إليها الخير من كل مكان مع الحجيج والمعتمرين والزوار على مدار العام. ومع هذا اهتمت قيادتنا الحكيمة بأمننا الغذائي، ووضعت من أجله الخطط والبرامج، بل فتحت الأبواب واسعة ومفتوحة للتجار ورجال الأعمال لاستيراد ما يعزز هذا الأمن الغذائي بصورة دائمة. ومنذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه من الملوك -رحمهم الله- وصولا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والدولة تسعى جاهدة من خلال وزارة التجارة، وكذلك الزراعة، من أجل توفير الغذاء وكل ما يحتاج إليه المواطن والمقيم، وحتى ضيوف الرحمن، بل إن الجهات المختصة والمعنية بهذا الجانب تتابع بتوجيهات عليا كل ما له علاقة بالمحافظة على «أمننا الغذائي»، سواء كان من خلال تشجيع الزراعة والصناعة في إنتاج الغذاء الوطني، وتشجيع الاستيراد من خلال التسهيلات الدائمة للقطاع الخاص ومراقبة الأسواق والأسعار؛ لذلك لم يكن أمننا الغذائي شعارًا مرفوعًا وكلامًا للاستهلاك، بل هو ملتصق بحياة المواطن ومن يقيم في هذه الأرض الطيبة. ويتضاعف الاهتمام بهذا الأمن خلال موسم الحج الذي يتضاعف فيه أعداد المستهلكين للغذاء؛ ليصل - كما هو معروف - للملايين. ومع هذا لم نجد -ولله الحمد- طوال العقود الماضية في مختلف عهود الملوك السابقين شحًا في مادة غذائية أو استهلاكية؛ فكل شيء متوافر، بل يزيد على الحاجة إليه؛ وذلك نتيجة لإيمان القيادة بأن الأمن الغذائي في موسم الحج، وحتى في الأيام العادية، وعلى مدار العام، هو غذاء مرتبط بحياة المواطنين والمقيمين وبمن يوجد في الأماكن المقدسة والمشاعر أو حتى في المناطق والمحافظات الأخرى خلال زيارته أو عبوره أراضي الوطن؛ فالجميع يشاهدون تلك الوفرة في مختلف أنواع الغذاء، بل إن المستهلك يحار فيما يختار للشراء؛ فكل شيء موجود بعشرات الأنواع من المأكولات الطازجة والمعلبة والمجمدة، وبأسعار منافسة. وعندما نعتز ونفخر بهذه الوفرة في أمننا الغذائي نسعد أكثر بأن موسم الحج فيه الغذاء متوافر وزاخر بكل ما قد يحتاج إليه ضيوف الرحمن من طعام وغذاء وشراب. والجميل أن كل ذلك متابَع ومراقَب من وزارة التجارة والأمانات والصحة.. وكل ما هو موجود ومعروض في الأسواق والمجمعت التجارية والتموينية وحتى المراكز والبقالات الصغيرة يخضع لعين الرقيب الحريص، بتوجيهات من المسؤولين في الوزارات المعنية، وبمتابعة من المراقبين والمهتمين بشأن «الأمن الغذائي» في الحج وغير الحج. وما زلت أذكر ذلك الحاج العربي الذي شاهدته في أحد المجمعات الكبرى بمكة المكرمة وهو في حيرة من أمره ماذا يشتري من أنواع الخبز الذي أمامه. عشرات الأشكال من الخبز والمعجنات والمخبوزات والحلويات، وبكميات كثيرة؛ فالتفت إلى زوجته قائلاً: «خذي راحتك هنا ما فيه طوابير علشان تشترين خبزًا للبيت؟!»، فشعرت لحظتها بنعم الله علينا وخيره الذي جعل هذا الوطن آمنًا في مختلف المجالات، ومنها الأمن الغذائي في الحج. في موسم واحد، وخلال أيام معدودة، يجتمع الملايين، وهم ينعمون بالأمن المتكامل في وطن الخير والتنمية المستدامة، وهو وطن -ولله الحمد- مثالي وكامل..؟!
تغريدة: تمر بك الأيام وتكبر وسوف تتعب؛ فالحياة مثل الورد، فيها شوك، وأحيانًا شوكها مؤلم..؟!