سلطان المهوس
لا تزال -برغم الجهود- الألعاب الرياضية المختلفة -غير كرة القدم- تقبع داخل محيط متجمد على الصعيد التسويقي والجماهيري الشامل، حيث تخلو منافساتها من المتابعة الاعلامية الحقيقية وكذلك الجماهير -الاستثناءات ليست دليلاً- وهو ما جعل نجوما سعوديين يحققون انجازات آسيوية وعالمية في ألعاب مثل الكاراتيه أو القوى أو التايكوندو أو التنس الأرضي يجدون اهتمام اتحاداتهم، لكنهم لا يحظون مجتمعياً وإعلامياً سوى بإطراءات وحماس واهتمام لا يستمر سوى ساعات، ليعودوا الى بحر النسيان الذي جرف معهم رجال الأعمال والمؤسسات أيضاً، التي لا نرى بدعم نجوم الألعاب المختلفة مكسبا لها.
الاشكالية الحقيقية التي تواجه نمو تلك الألعاب هي القدرة على التكيف مع الجيل الجديد واهتماماته والوصول الأسرع له عبر فهم منهجية تفكيره واحتياجاته، فألعاب مثل الجودو والتايكوندو والتنس الأرضي والطاولة والسلة والطائرة والرماية والسيارات يمكن أن تتوهج وتنمو جماهيريا وإعلامياً ومجتمعياً لو تمت دراسة تسويقها بفكر احترافي مختلف يتلاءم مع واقع اليوم، وتم ضخ القيادات الشابة لتضع بصمتها الدافعة لتحقيق الهدف.
لدينا أنموذجان شبابيان يجمعان الرياضة والجماهيرية والحماس والخبرة، ومع ذلك هما خارج معادلة الاستقطاب المحلي رغم قوة حضورهما، وأيضاً سجلهما الجميل، وأعني الأستاذ «حسن الناقور» والكابتن «يزيد الراجحي».
قوتان ماليتان تحظيان بجماهيرية كبيرة وحضور لافت وقبول رياضي واسع، ما زالا في أوج شبابهما للأسف تركهما المحيط الرياضي الأولمبي للنسيان المحلي.
حسن الناقور الشخصية الجذابة الخلوقة لديه اهتمامات رياضية بجانب كرة القدم وتطلعات أجمل محلياً بعد تجربة ادارية ناجحة مع ناديه «الهلال»، ليرحل للاستثمار العالمي مع ناديه وحبيبه «تشلسي الإنجليزي» لنخسر طاقة مهيأة لتكون علامة تطير بأحد ألعابنا للأمام وتختصر كل المسافات.
يزيد الراجحي صاحب الحضور التلقائي الذي يحبه الشباب واحد من نجوم رياضة سباقات السيارات محلياً وإقليمياً اختار الالتقاء والحضور الفاعل مع جماهير الشباب عبر السوشل ميديا، بجانب مشاركاته الشخصية بالسباقات لنخسر أحد أهم الوجوه المجتمعية التي يمكن أن تحقق الهدف الرياضي بأسرع الطرق التي تتزامن وواقع جيل اليوم.
غياب النجوم المجتمعية الرياضية اللامعة ذات الحضور والدعم والاهتمام والدافعية عن الدخول بالاتحادات الرياضية غير مبرر، فهم عون ودعم لتحقيق التوسع الرياضي، ولا يلغي إبداع المبدعين بالاتحادات، بل لكسر جمود ألعاب ظلت ولاتزال ميتة من كل النواحي، يحييها فزعة إعلامي لساعات قبل أن تموت من جديد.
مناطق مترامية وطاقات شبابية بالملايين لازالت تجهل رياضات وألعاباً، بل هناك مناطق لم تشاهد على الطبيعة ألعاباً رياضية محددة ولا تعرف -مثلاً- سباقات السيارات أو التنس الأرضي أو منافسات الجودو أو الرماية.
أليس واقعاً مزرياً؟.
أليس غريباً أن يتم تجاهل الطاقات الشبابية المتوهجة؟.
الناقور والراجحي أنموذجان، وهناك غيرهما الكثير لازالت البوصلة تتهرب عنهم،
ماذا أستفيد من رئيس اتحاد لا يستطيع تأمين مكافأة سخية لنجومه بعد إنجاز قاري أو خليجي أو عربي أو حتى عالمي؟.
أو لا يستطيع حل مشكلة طارئة لأحد نجوم اتحاده!.
علينا أن نساير تفكير هذا الجيل وإلا ستظل ألعاباً ميتة!.