لبنى الخميس
امتداداً لموضوعنا في المقال الماضي حول فن رواية القصص.. نتناول اليوم ثلاثة أساليب ستساعدك على رواية قصتك الخاصة بلغة إبداعية جذابة:
أولاً، ابدأ قصتك بمقدمة جذابة مثل: قررت بأن أكون صانع أفلام في وطن لا توجد به صالة سينما واحدة.. أو لم ألتق روسياً واحداً، ولم أرز موسكو، ولم أقتنِ دمى «المِاتريوشكا» في حياتي، لكن الأدب الروسي غير نظرتي عن نفسي والعالم. ووسط هذه المتناقضات، تبدأ بنسج قصتك حتى تصل إلى العقدة حيث تتصاعد وتيرة الأحداث بانتظار انفراجها واستخلاص العبرة من سطورها وأحداثها.
ثانياً، اسأل نفسك؟ من هو جمهورك؟ ما هي قيمه وقناعاته ورموزه؟ قيمة حيوان اللاما في وجدان سكان أمريكا الجنوبية لا تقارن بقيمتها لدى سكان الإسكيمو، لذلك أنزل الله على أنبيائه معجزات تخاطب عقول قومهم وتتحدى براعتهم.. فكانت معجزة موسى السحر، وعيسى الطبابة، ومحمد الفصاحة والبلاغة.. فجاءت قصصهم متماسكة ذات حبكة رصينة ورموز متجانسة. «نحن نقص عليك أحسن القصَص»..
أخيراً فن رواية القصص لا يعتمد فقط على ممارستها، بل الاستماع لها مراراً وتكراراً خصوصاً قصص الأبطال وسير العظماء والمؤثرين، فأنت بحاجة إلى أن تغذي مخزون المعرفة والتحفيز والإلهام من قصص غيرك حتى تصبح قادراً على صياغة بطولتك الخاصة.
يحكى أن هوما خاتون والدة محمد الفاتح كانت تقف على مشارف القسطنطينية وهي تمسك بيد ابنها وتقص عليه قصص البطولة والشجاعة وتداعب خيال ابنها الغض.. وتعده بفتح القسطنطينية.. وحين أصيب الرئيس جي إف كينيدي أثناء دراسته الجامعية بآلام شديدة في الظهر ألزمته الفراش لأشهر، قرأ خلالها عشرات الكتب كان أبرزها قصص أسطورية عن الملك آرثر.. وحين انتخب رئيساً للولايات المتحدة عام 1960 كان المسرح أمامه ليكون بطل قصته الخاصة.
كما أشبع والد مالالا يوسف الناشطة الباكتسانية في مجال تعليم البنات مخيلة ابنته بالكثير من القصص عن شجاعة المرأة وجسارتها التي أهلتها لقيادة جيوش جرارة خلفها.. فكان لمالالا معركتها الخاصة للدفاع عن حق المرأة في التعليم حركت خلفها منظمات وحركات حقوقية عديدة في وطنها والعالم.
ختاماً، أكثر من 200 دولة، و7 مليارات شخص، ولا يوجد قصة تشبه قصتك، بثراء تفاصيلها، وتسلسل أحداثها، وتنوع فصولها، فاكتب سطورها بعناية وكن لها قلماً وبطلاً.