عمر القعيطي - جدة:
واصل الفريقان السعوديان المتأهلان لدور الثمانية لدوري أبطال آسيا وهما الهلال والأهلي التفريط وبقوة في الخطو خطوة مهمة صوب التأهل لدور الأربعة بعد أن خاضا لقاءيهما في ذهاب مرحلة دور الثمانية وقدما خلال لقاءي الذهاب مستوى جيداً فشلا في ترجمته لفوز ولم يستغلا تفوقهما في الأداء، فالهلال الذي خاض لقاءه المهم في دور الثمانية أمام فريق العين الإماراتي على ملعب هزاع بن زايد في مدينة أبوظبي وسط حضور جماهيري كبير تخطى 21 ألف متفرج احتشدت بهم جنبات الملعب وأتوا لمتابعة كلاسيكو آسيا بين زعيمي الكرة السعودية والإماراتية الهلال والعين.
استطاع لاعبو الفريقين تقديم مباراة متوسطة الأداء وإن تقاسم الفريقان فيها السيطرة في شوط اللقاء الأول والذي بالغ فيه دياز في التحفظ الدفاعي ووضح من خلال أدائه على التحصينات الدفاعية رغبته الشديدة في إنهاء الشوط الأول دون استقبال شباك فريقه أي هدف وهو ما تحقق وفي الشوط الثاني ورغم الفرص التي سنحت للاعبي الفريقين والهلال على وجه الخصوص إلا أن اللاعبين فشلوا في استثمارها ولم يحسنوا التصرّف وخصوصاً المحترف الهلالي الأورغياني ماتياس الذي أصبح بعد فرصته الضائعة الشهيرة حديث المجالس الكروية، فالعرضية التي أهداه إياها البرازيلي إدواردو لا تضيع كونه لعب الكرة بارتياح ودون أي مضايقة من لاعبي العين ومع الأسف تصرّف حيالها برعونة مهدراً فرصة ثمينة على الهلال.
ورغم نقص العين بخروج أحد مدافعيه مطروداً بالكرت الأحمر في منتصف الشوط الثاني إلا أن الهلاليين لم يستغلوا ذلك النقص وتجييره لمصلحتهم ووضح تأثر الهلال بغياب لاعبيه المهمين ميليسي ونواف العابد للإصابة واللذين كان لهما دور كبير في ترجيح كفة وسط الفريق من خلال الإمدادات لخط الهجوم والمساهمة الفعَّالة والإيجابية مع الفريق وهو الدور الذي افتقده الهلال في لقاء الذهاب وينتظر الحسم في لقاء الإياب في الرياض.
وفي الجانب الآخر لم يختلف حال الممثّل الثاني للكرة السعودية فريق الأهلي كثيراً عن حال شقيقه الهلال بعد أن خرج متعادلاً بهدفين لمثلهما أمام بيروزي الإيراني في عمان وإن كان له أفضلية تسجيل هدفين في أرض الخصم. وفي الحقيقة أن الراقي فرَّط في فوز مهم كان في متناول اليد بعد تقدّمه بهدفين نظيفين إلى الدقيقة 72 من عمر المباراة كانا كفيلين بترجيح كفته لو تحقق الفوز ولقطع مشواراً كبيراً صوب التأهل ولكن قدَّر الله وما شاء فعل، فالأهلي ورغم تفوّقه وتسجيل هدفين إلا أن أداءه في الملعب لم يكن مطمئناً، بل في كثير من الأوقات كان الفريق الإيراني أخطر وضغط كثيراً على الأهلي الذي بات متراجعاً وخصوصاً بعد تسجيل هدفه الأول والمبكر ليحافظ على شباكه نظيفة واللعب على المرتدات المعاكسة مما أعطى الإيرانيين حرية التقدّم وخفّف الضغط على دفاع الفريق الإيراني، واختتمها مدرب الأهلي بتغييراته الخاطئة بسحب السومة والمقهوي وهما اللذان كانا يشكلان ضغطاً كبيراً وثقلاً على الدفاع الإيراني لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي.
على العموم نتيجة الذهاب لكلا الفريقين ليست بالسيئة عطفاً على معطيات لقاءات الذهاب والإياب بالخروج بالتعادل خارج أرضك أفضل من الهزيمه ورغم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان إلا أننا ما زلنا نتمسك في صحوة الإياب بعد حوالي ثلاثة أسابيع سواء في الرياض أو أبوظبي ونهمس في أذن لاعبي الفريقين أن لا يلقوا للترشيحات المسبقة بالاً ويحذروا التخدير الذي سيبدأ حتماً قبل اللقاءين وترجيح كفتيهما، فلاعبو الفريقين الآخرين أيضاً سيبحثون عن التأهل الذي نتمنى أن يحالف الهلال والأهلي ويواصلوا الزحف صوب اللقب القاري المهم والغائب عن خزائن كرة القدم السعودية منذ 2005م.