«الجزيرة» - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
أعلنت وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية اعتزام المملكة والصين إنشاء صندوق استثماري بقيمة 20 مليار دولار تحت إدارة مشتركة مع تقاسم التكلفة والأرباح. وقد جاءت تلك الخطوة بعد القفزة الكبيرة في حجم التبادل التجاري بين الدولتين إلى ما يتراوح بين 50 و65 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة.
وتعتبر المملكة والصين من الدول الاقتصادية الكبرى التي تنتمي إلى مجموعة العشرين، وترتبطان بعلاقات تجارية واستثمارية قوية، يقع النفط في عمقها؛ إذ تتنافس الرياض على المرتبة الأولى ضمن الدول المصدرة للنفط إلى بكين.
التبادل التجاري
تستحوذ الصين على المرتبة الأولى بوصفها أكبر مصدر للمملكة، وأيضًا بوصفها أكبر مستورد منها. ورغم أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين كان لا يزيد على 76.1 مليار ريال عام 2008 إلا أنه قفز إلى 240 مليار ريال في 2012، ثم تراجع إلى 185 مليارًا عام 2015، منها 92.4 مليار ريال واردات صينية، ونحو 92.1 مليار ريال صادرات سعودية.
ويتصف الميزان التجاري بين البلدين بالتوازن النسبي بشكل يحقق مصالح الطرفين على نحو متساوٍ.
وتتمثل أهم صادرات المملكة إلى الصين في زيوت النفط الخام وأثيرات أحادية البوتيل وإيثيلين جلايكول وهيدروكربونات دورية وبولي إيثيلين عالي الكثافة. في المقابل، تشكل أجهزة الهاتف الجوال والحاسبات المحمولة وأجهزة التكييفات ومعدات إرسال واستقبال الصوت وإطارات الشاحنات والحافلات أهم الواردات السعودية من الصين.
وإذا كان حجم التبادل التجاري بين الجانبين يقدر الآن بنحو 50 مليار دولار فإنه مؤهل للصعود إلى مستوى 70 مليار دولار قريبًا في ظل الصندوق الاستثماري الجديد المزمع تأسيسه بين الدولتين.
20 % من احتياجات الصين النفطية من المملكة
تعتبر الصين ثاني أكبر مستورد صافٍ للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة متجاوزة اليابان منذ عام 2009. ومنذ عام 2016 تقدمت للمرتبة الأولى بوصفها أكبر مستورد صافٍ للنفط متفوقة على الولايات المتحدة.
وتحتاج الصين إلى استيراد كميات هائلة من النفط الخام في ضوء حاجة مصانعها المتزايدة بعد القفزة الاقتصادية التي أحرزتها؛ إذ تجاوز معدل نموها الاقتصادي 9 % منذ السبعينيات حتى 2008. وتعتمد الصين على واردات النفط من ثلاث دول رئيسية، هي (أنجولا والمملكة وروسيا). وقد تراجعت أنجولا من المرتبة الأولى بوصفها أكبر مصدِّر للنفط للصين لتتنافس كل من روسيا والمملكة على هذه المرتبة. وحسب بيانات عام 2016، فإن روسيا صدرت 1.05 مليون برميل يوميًّا للصين، مقابل 1.02 مليون برميل يوميًّا من المملكة. وتشير الإحصاءات المنشورة إلى أن الصين بالكاد تستورد نحو 20 % من احتياجاتها النفطية من المملكة سنويًّا.
ويُقدر حجم مساهمة الصين بنحو 9 - 11 % في صادرات النفط السعودية تقريبًا. ومن المتوقع أن تصل قيمة الصادرات النفطية السعودية إلى الصين في عام 2017 إلى نحو 50 مليار ريال، بما يعادل نحو 54 % من جملة صادرات المملكة إلى الصين.
الاستثمارات الواعدة بين الاقتصادين الصيني والسعودي
تستثمر نحو 70 شركة صينية في المملكة، منها نحو 60 شركة بقطاع المقاولات والبناء والتشييد. وحسب آخر الإحصاءات، فإن حجم الاستثمارات الصينية بالمملكة يقدر بنحو 9.3 مليار دولار، بما يوازي نحو 6 % من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالمملكة. وتتركز هذه الاستثمارات في الصناعة بنسبة 7.4 %، يليها التعدين والنفط والغاز بنسبة 6 %، ثم مجال التعليم بنسبة 2.4 %.
وتحتل العلاقات الاستثمارية بين البلدين أهمية خاصة خلال الفترة الحالية نظرًا لبدء الصين مرحلة تعافٍ قوية للنمو منذ بداية 2017؛ فقد فرضت بكين قيودًا صارمة على الاقتراض وشراء العقارات لتقييد الاستثمارات الداخلية وتوجيهها صوب زيادة الصادرات. وقد بلغت الصادرات الصينية نحو 197 مليار دولار مقابل واردات بقيمة 154 مليار دولار.
أي أن حجم تجارة الصين وصل في 2016 إلى 351 مليار دولار، تساهم المملكة فيها بقيمة 49.3 مليار دولار أي ما يعادل 14 %.
وفي ظل تأسيس الصندوق الاستثماري الجديد بين الصين والمملكة فإن التطلعات تتجه إلى رفع مساهمة التجارة السعودية إلى ما يناهز 20 % من التجارة الصينية.
زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في قصر السلام بجدة قبل يومين نائب رئيس مجلس الدولة بالصين تشانغ قاو لي. وقد نوه خادم الحرمين بمستوى العلاقات بين البلدين، والدور المهم للجنة المشتركة رفيعة المستوى السعودية الصينية التي يرأس الجانب السعودي فيها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومن الجانب الصيني السيد تشانغ قاو لي، في تطوير وتعزيز التعاون الثنائي بين المملكة والصين. واستعرض اللقاء آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.كما التقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في قصر السلام بجدة السيد لي. وقد رأس ولي العهد ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني اجتماع اللجنة المشتركة السعودية الصينية رفيعة المستوى.وجرى خلال الاجتماع التوقيع على مذكرات تفاهم ومشاريع تعاون ثنائية بين المملكة والصين، منها: مذكرة تفاهم للشراكة في تطوير مشاريع التحلية باستخدام المفاعلات عالية الحرارة والمبردة بالغاز في المملكة، وقَّعها من الجانب السعودي رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني الأمير تركي بن سعود، فيما وقَّعها من الجانب الصيني نائب المدير العام لشركة الهندسة النووية الصينية تسو بين. وكذلك مذكرة تفاهم لإنشاء صندوق استثماري مشترك، وقَّعها من الجانب السعودي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، فيما وقَّعها من الجانب الصيني نائب رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح السيد نينج جي تشه. ومذكرة تفاهم بين المؤسسة الوطنية الصينية للصناعة النووية (CNNC) وهيئة المساحة الجيولوجية لتوثيق التعاون القائم بين الجانبين في مجال استكشاف وتقييم مصادر اليورانيوم والثوريوم، وقَّعها من الجانب السعودي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب، فيما وقَّعها من الجانب الصيني المدير العام للمؤسسة الوطنية الصينية للصناعة النووية (CNNC) تشيانج تشي مين. وكذلك التوقيع على الخطة الخمسية للعمل المشترك لآلية تعزيز التعاون والزيارات التجارية المتبادلة بين وزارة التجارة والاستثمار بالمملكة ووزارة التجارة في الصين، وقَّعها من الجانب السعودي وكيل وزارة التجارة الخارجية المكلف عبدالرحمن الحربيومن الجانب الصيني نائب وزير التجارة الصيني فوتسي ينج. ومذكرة تأسيس شركة طريق الحرير السعودية للخدمات الصناعية لتشجيع الاستثمار في مدينة جيزان، وقَّعها من الجانب السعودي رئيس مجلس إدارة شركة سادكو ونائب الرئيس لشركة أرامكو السعودية ياسر مفتي والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بينبع الدكتور علاء نصيف، ومن الجانب الصيني رئيس مجلس الإدارة لشركة جوانجين لتطوير الاستثمارات الدولية المحدودة تشانج لين تشانج. ومذكرة تفاهم بين بريد الصين ومؤسسة البريد السعودي، وقَّعها من الجانب السعودي رئيس مؤسسة البريد السعودي المكلف الدكتور أسامة ألطف، ومن الجانب الصيني سفير الصين لدى المملكة لي هوا شين. ومذكرة تفاهم بين شركة مصفاة بترو رابغ وشركة تايدا للتعاون الاستراتيجي في تطوير وإدارة المناطق الصناعية، وقَّعها من الجانب السعودي نائب رئيس شركة مصفاة بترو رابغ للعلاقات الصناعية بسام البخاري، ومن الجانب الصيني المدير العام لشركة تايدا لإدارة الحدائق الصناعية جوانشيويه بين.