هالة الناصر
جميعنا استغربنا تلك الحملة الإعلامية التي صاحبت قصة الحاج الغاني الذي وجد طائرة صغيرة فتمنى أنها طائرة كبيرة لتنقله إلى مكة المكرمة حسب السيناريو الذي يحمل بصمات ولمسات الذراع الإعلامي لحزب الإخوان والذين انكشفت احترافيتهم ومهاراتهم الإعلامية القديمة وأصبحت بصماتهم واضحة لأي إعلامي مبتدئ، أصبح تبرع تركيا بتكلفة حج مسلم واحد فتح عظيم ومجد لا يضاهيه مجد وتسويق لدولة تركيا وكأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي ترعى مصالح المسلمين والحجاج في تهويل واضح وصريح وخطاب إعلامي خبيث موجه للعوام السذج الذي تنطلي عليهم مثل هذه القصص المفبركة، فالمسلم البسيط عندما يقرأ مثل هذه القصة المحبوكة بخبث إعلامي إخواني يصل المسج المبطن لعقله الباطن بدور وأهمية تركيا، ولكن العاقل الفطن والإعلامي المهني يعرف بأن هذه القصة مجرد تسويق مجاني أصبح مكشوفاً وغبياً وساذجاً، فالسعودية منذ نصف قرن وأكثر وهي تقوم بهذا الدور وتستضيف كل سنة الآلاف من الحجاج المعوزين على نفقتها الخاصة وتقدم لهم كل ما يحتاجونه من مؤونة وسكن بمبالغ تصل لمليارات الدولارات سنوياً ولم يقم أحد بتصوير أحد الفقراء واللعب على ظروفه المعيشيه والتشهير به لمجرد مكاسب إعلامية رخيصة يقصد بها تسويق سياسي رخيص ومكشوف، فالبعد الإنساني لهذا الحاج الغاني المسكين يقتضي الستر عليه وعدم التشهير بعوزه وحاجته وانتقاص قيمته الإنسانية مقابل تحمل تكلفه نقله للحج في مبلغ زهيد لايتجاوز حفنة دولارات مقابل تذاكر سفره وربما لا تشمل هذه الفبركة الإعلامية تحمل سكنه ومأكله ومشربه، تكشف لما قصة اللعب على ظروف هذا الغاني المسكين المعيشية رداءة المنصات الإعلامية الإخوانية التي تسوق للمشروع التركي والقطري سواء في داخل الخليج أو خارجه، حيث لم يعد لديها من خطط سوى هذه القصص الساذجة والقديمة التي يستخدمونها لاستقطاب واستعطاف قلوب البسطاء من المسلمين الذين يتم اللعب عليهم وتجييشهم منذ عشرات السنين عبر استخدام الإسلام لأغراض سياسية دنيوية كما يفعل حزب أردوغان في تركيا من لعب بالمشاعر عبر شعارات عاطفية تسويقية مثل تلك القصة التي خرج فيها من مؤتمر احتجاجاً على حديث المندوب الإسرائيلي ثم بعد بأيام ذهب للتطبيع مع إسرائيل لتوثيق علاقات تجارية وسياسية كانت ولازالت قائمة بين تركيا وإسرائيل منذ الأزل ليخرج إعلام الإخوان للتطبيل لتلك الخطوة ومباركتها وكأنها فتح إسلامي بينملو قام بها حاكم خليجي لأقاموا الدنيا وأقعدوها..!!.