د. ناهد باشطح
فاصلة:
((من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد))
-حكمة لاتينية-
حضرتُ وشاركتُ الثلاثاء الماضي 21-8-2017م في ملتقى حواري حول الإعلام وقضايا المرأة في «صلالة» بـ«عمان» بدعوة من لجنة شؤون الصحافيات بجمعية الصحافيين العمانية. وقبل أن أتحدث عن الجلسات المهمة في هذا الملتقى، أريد أن أتحدث عن المفهوم الجديد الذي بدأ يتسرب إلى المجتمع كلما طالبنا كنساء بالتركيز على قضايا المرأة وتمكينها في المجتمع، إذ بدأ البعض من الجنسين يتبنى الرأي الذي يدعي بأن التركيز على قضايا المرأة أو تخصيص لجان لها في المؤسسات مثلاً يسهم في عزل المرأة عن مشاركتها جنباً إلى جنب مع الرجل في تنمية المجتمع.
الحقيقة أن الاهتمام المكثف إعلامياً لقضايا المرأة وتخصيص لجان خاصة بها وإن شاركها الرجل ووجود مؤسسات وهيئات نسوية لا يعني بأي حال من الأحوال عزل المرأة وإلا لشهدنا عزلها في المجتمعات الغربية والعربية بل والخليجية من حولنا، لكنه يعزز من صناعتها للقرار.
الحركة النسوية في أي مجتمع لن تكون فعالة ما لم تكن هناك مؤسسات وهيئات نسوية همها الأول تمكين المرأة السعودية، إذ لن تنجح المساعي الفردية لعدد من النساء السعوديات اللواتي يبذلن جهداً في الشورى أو الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية باتجاه تمكين المرأة، لأن كل منهن تعمل وفق جهود فردية ولا أظن أن لها إستراتيجية إعلامية، وبالتالي فإنّ جهود النسويات السعوديات -إن صح التعبير- تظل غير واضحة للمجتمع بكافة أطيافه. وتظل جهودها خارج مساحة التوثيق، وهو أمر محزن في حال قراءة حراك المرأة السعودية ومساهمتها التتموية وتصدير هذا المشهد إلى خارج الوطن.