أحمد بن عبدالرحمن الجبير
كل دول العالم الإسلامي تؤكد بأن المملكة تضع كافة جهودها، وإمكاناتها لنجاح الحج، وتعمل لأن تكون هذه الفريضة خالصة لله دون تعكير لصفو الحجيج القادمين من كل حدب وصوب وبعضهم أمضى سنوات كي تتاح له الفرصة ليعيش هذه اللحظة الإيمانية المباركة، إلا أن هناك من يحاول جاهدا تسيس الحج، بسبب فشله السياسي محاولاً استغلال ظروف مواطنيه لغايات مصلحية ضيقة، كما تفعل إيران كالعادة وبعض الدول التي تسير على نهجها.
وعليه تسعى المملكة بكل طاقاتها، وإمكانيتها المالية، وقطاعاتها الأمنية، والصحية على استقرار الحج، وتبذل الغالي والنفيس لتسهيل تأدية هذه الشعيرة العظمى بكل يسر وسهولة، وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن الحجاج، حيث لم يسجل على المملكة يوماً أنها كانت سبباً في منع أي مسلم من الحج أو العمرة أو الزيارة، فالمملكة ومنذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عملت على تسهيل وصول الحجاج عبر تطوير الموانئ والمطارات، والطرق وأنفقت المليارات لغايات ذلك.
إن الذين يطالبون بتدويل الحج هم الذين الذين يعيشون أزمات داخلية، يحاولون تصديرها للخارج، حيث يصورون بأن لهم خلافات سياسية مع المملكة، وأنهم يسعون لابتزازها، والضغط عليها، والإساءة إلى سمعتها مثل دولة إيران الحاقدة لأنها تعرف أن المملكة هي التي تقف في وجه أطماعها، ومع الأسف الشديد سلكت دولة قطر الشقيقة ذات المسار، وبدأت تطالب بتدويل الحرمين الشريفين، وهي المسألة التي لا تقبل حتى النقاش فيها لأنها بكل تأكيد مطالب غير مقبولة ومرفوضة.
وتشن وسائل الإعلام القطرية حملة على المملكة، وتدعي قيام السلطات السعودية بمنع القطريين من أداء فريضة الحج لهذا العام، والمملكة تبذل جهوداً كبيرة في تسهيل وصول جميع الحجاج، والمعتمرين من جميع أنحاء المعمورة إلى الأراضي المقدسة، وترحب بجميع القطريين بأداء الحج مثلهم مثل بقية الحجاج، وأكبر دليل على ذلك استضافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -رعاه الله- كل الحجاج القطريين على حسابه الخاص، لذا فإن ما تدعيه قطر غير صحيح ومرفوض، ويعتبر محاولات لصرف النظر عن المطالب الأساسية التي قدمتها المملكة لقطر.
أن دعوات إيران وغيرها من بعض الدول الحاقدة على المملكة فيما يتعلق بتدويل الحج مرفوضة من جميع المسلمين، والواجب أن يتعاون الجميع ليؤدي الناس الحج في أمن، وأمان وطمأنينة، فالمملكة والتي شرفها الله باحتضان الحرمين الشريفين، وخدمة ضيوف الرحمن منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز لم تخرج عن الشريعة الإسلامية حتى مع الدول التي تختلف معها ولم تستغل خدمتها للحج للتضييق عليهم، وقابلت الإساءة بالاحترام، وضبط النفس، وقدمت لحجاجهم كافة الخدمات، لأن خدمة الحجاج شرف تفخر به بلادنا في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله-.
إن الحج أمانة في أعناقنا, وأن المطالبين بتدويل الحرمين الشريفين لا يهدفون من خلال هذه المطالب تحمل الأمانة بقدر ما يريدون به إفساد عقائد الناس، وأخلاقهم ونشر الفوضى، والرعب بينهم، وهذا بلا شك يكشف لنا نوايا إيران الخبيثة، ونوايا بعض الدول الحاقدة على المملكة، فأحلامهم ربما جعلتهم يعتقدون أنهم يستطيعون أن يديروا شئون ملايين الحجاج والمعتمرين، وتنظيم الحج كل عام.
ويحق للمملكة أن تفتخر بما تقوم به من تسهيلات للحجاج لتأدية شعيرة الحج بكل يُسر وسهولة حيث بلغ إجمالي عدد الحجاج الذين تشرفت المملكة بخدمتهم خلال العشرة سنوات الماضية 24 مليون حاج من جميع أنحاء العالم وفق الإحصاءات الرسمية للهيئة العامة للإحصاء، ولا أحد ينكر جهود المملكة في الحفاظ على صحة وراحة وأمن الحجاج، وزوار مكة والمدينة.
فالدولة -أعزها الله- تبذل الغالي والنفيس كل عام لتسهيل حركة الحجاج، وإدارة الحشود الكبيرة القادمة من كل أنحاء المعمورة، والناطقة بلغات عدة، لتمكينهم من القيام بواجبهم الديني بأمن وأمان، فقد أثبتت السعودية للعالم أجمع أنها في خدمة ضيوف الرحمن في كل وقت وفي كل زمان، فالتنظيم اصبح مسألة أساسية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهذا دليل على أن حكومة المملكة، وشعبها في خدمة ضيوف الرحمن على مدار الساعة.
وتقدم خدماتها للحجاج والمعتمرين والزوار دون النظر للعوائد الاقتصادية عليها من الحج والعمرة؛ فهي تنفق الملايين سنوياً لتطوير الخدمات، وبناء المشاريع لحجاج بيت الله الحرام والمسجد النبوي دون مقابل. ولو نظرنا فقط للجوانب المالية التي تنفقها المملكة لاكتشفنا أنها الدولة الوحيدة التي تنفق دون منّة على أحد، كما أنها تضع كل إمكاناتها في خدمة الحجاج والمعتمرين.
وعلينا أن نُشعر العالم أن السعودية والسعوديين (غير) وأن رعايتهم للحرمين الشريفين، ومسؤوليتهم وأخلاقهم تمنعهم من أن تصبح الأمور فوضى واستغلالاً، ومن يطالب بتدويل الحرمين الشريفين أهدافهم مكشوفة، فالحرمان الشريفان بأيد أمينة، ورعاية كريمة، ونقول لعملاء إيران إن مكة والمدينة بأيدي أمينة، ونؤكد أن بلادنا آمنة بعناية الله، ثم عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله-.