يوسف بن محمد العتيق
بشر بن الحارث الحافي من أعلام التراث المشهورين بالزهد وترك مظاهر الدنيا وعاش أواخر القرن الثاني وأول الثالث الهجري.... هذا الرجل صاحب كلمات خلدها التاريخ ووجهات نظر لم تنقطع روايتها عنه حتى يومنا هذا.
بشر بن الحارث الذي لما بلغ الإمام أحمد بن حنبل خبر وفاته أثنى عليه، إلا أنه انتقد أنه لم يتزوج!!
ولبشر بن الحارث كلمة قل من وقف منها موقفًا متوسطًا بل كان الناس طرفي نقيض بين مؤيد بشدة ومتحفظ بشدة.
حيث يقول: (العداوة في القرابة، والحسد في الجيران، والمنفعة في الإخوان)
ففي هذه المقولة قسم المجتمع إلى أقسام ثلاثة:
فالأول الأقارب، وهم المتوقع منهم العداوة أكثر من غيرهم... بحسب رأيه، وقد يكون السبب أن القريب قد يعادي قريبه إذا كان هو الأبرز في الأسرة، وحمل اسم الأسرة أكثر منه, والقسم الثاني من المجتمع بحسب مقولة بشر بن الحارث فهم الجيران، وهم محل التوقع بالحسد كونهم أدرى الناس بما يأتيك وما يخرج منك.
وفي القسم الثالث وهو الإخوان، ويقصد بهم الأصدقاء، وهذا تعبير شائع في تلك الفترة، فهو يرى أن الأصدقاء هم أهل النفع!!
هذه كلمة بشر بن الحارث، وبغض النظر هل هو يريد التعميم أو يريد الأغلب أو يتحدث عن حالات معينة مرت به إلا أنها كلمة تدعو للتأمل في العلاقات الاجتماعية... سواء كنا من المتفقين معه أو المختلفين معه.