فضل بن سعد البوعينين
لم تكتفِ حكومة قطر بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية؛ وتوفير الملاذ الآمن لقياداتها؛ بل عملت على شيطنة دول الخليج؛ وفي مقدمها السعودية والبحرين؛ من خلال أكثر من 24 قناة وصحيفة ومواقع إلكترونية؛ إضافة إلى مراكز بحث ومعاهد ومؤسسات فكرية عالمية.
نجح المال القطري في تمويل واستمالة مؤسسات إعلامية دولية وقيادات فكرية وبرلمانيين غربيين وتوجيههم لخدمة أهدافها العدائية ضد السعودية والبحرين ودول خليجية وعربية أخرى. اعتمدت استراتيجية الشيطنة القطرية على الأدوات الغربية لتمرير التقارير الإخبارية والدراسات الموجهة لضمان مصداقيتها وقوة تأثيرها وقدرتها على الانتشار السريع في وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية.وقفت حكومة قطر خلف غالبية التقارير المسيئة للسعودية والبحرين؛ وعمل وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم على تغذية وكالات الاستخبارات الغربية قبل الإعلامية بالتقارير المختلقة والتصورات الكاذبة حيال السعودية والبحرين؛ ودعم تلك التقارير الاستخباراتية بحملات إعلامية موجهة لتعزيز مصداقيتها. كما عملت منظومة الشيطنة القطرية على استثمار العالم الافتراضي وشبكات التواصل لدعم تقاريرعملائها في الخارج. فظهرت دراسات متخصصة عن دعم تنظيم داعش وحسابات تويتر ومواقعها؛ وكانت السعودية عرضة لسهام تلك التقارير المختلقة. اشترك الطابور الخامس في دعم تلك التقارير أو الترويج لها؛ وأسهم صمت الجهات المسؤولة في تماديهم وجرأتهم ومناصرتهم لأعداء الأمة ممن سعوا في تفكيك وطنهم.
توسعت حكومة قطر في تجنيد الأتباع وتشكيل طابور خامس من بعض الإعلاميين والأكاديميين والمفكرين والمغردين والدعاة لضرب السعودية والبحرين من الداخل؛ ونشر رسائل التطرف والكراهية والمصادقة على التقارير الغربية المسيئة. تحولت قضايا الإرهاب الصفوي في السعودية والبحرين إلى قضايا حقوقية لدى منظومة الشيطنة القطرية التي اجتهدت لمناصرة الإرهابيين والخارجين على القانون وإظهارهم بمظهر البراءة أمام المجتمع الدولي.
وجهت حكومة قطر منظومتها الإعلامية لدعم إرهاب داعش وإيران وحزب الله في السعودية والبحرين؛ ووقفت بقوة خلف إرهابيي العوامية والانقلابيين في مملكة البحرين. هناك بعض المعلومات المؤكدة حيال علاقة إرهابيي العوامية بحكومة قطر السابقة والحالية؛ تمويلا وتخابرا ودعما لوجستيا.
لم تكن حملات «منظومة الشيطنة القطرية» مرتبطة بالمقاطعة السياسية والاقتصادية التي فرضتها عليها الدول الأربع؛ بل هي امتداد أصيل لعمل ممنهج أطلقت شرارته العام 1995 بهدف تفكيك مجلس التعاون الخليجي وإضعاف دوله والانقضاض عليها.نجح المال القطري في تشويه سمعة السعودية والبحرين ودول الخليج الأخرى؛ وشراء ذمم بعض الدعاة والمفكرين والإعلاميين والمغردين واستعمالهم من أجل الإضرار بدولهم؛ غير أنه عجز عن تحقيق أهداف الحكومة القطرية والاستخبارات الصهيوغربية التي أعماها الغرور عن إرادة الله أولا؛ ثم قدرة السعودية والبحرين ودول الخليج الأخرى على حماية أمنها واستقرارها ومقدراتها.
بدأت السعودية رحلة المكاشفة والمواجهه المباشرة مع حكومة قطر ونجحت في فضح حملاتها الإعلامية ومؤامراتها الكيدية وتعريتها أمام المجتمع الدولي؛ وتعرية المتآمرين معها من جنود الطابور الخامس. كشف ملف الحجاج القطرين عن عدائية حكومة قطر المتأصلة تجاه السعودية؛ ورغبتها الجامحة في تشويه سمعتها في الوطن العربي والمجتمع الدولي. لم تنجح حكومة قطر باستغلال ملف الحج في حملات التشويه والشيطنة؛ برغم طرقها أبواب المنظمات الدولية وخروج مسؤوليها ومجنديها في غالبية وسائل الإعلام الغربية المؤثرة. تبرع بعض الأكاديميين وأعداء السعودية لمناصرة (المظلومية) القطرية؛ مدعومين بمرتزقة الإعلام وقنوات الفجور.
وبعد أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بفتح الحدود للحجاج وتوفير طائرات خاصة لهم جاء الرفض من حكومة قطر التي أصرت على استثمار العبادة لأهدافها السياسية. لم تكتشف قطر بعد زوال ظل مستعمراتها الإفتراضية التي اشترتها بالمال السياسي؛ وزوال قدراتها الإستثنائية وحصانتها الدولية؛ وضعف تأثير أموالها القذرة بعد انكشاف مخططاتها ومواجهة الدول الأربع لها. قال تعالى «سيهزم الجمع ويولون الدبر» وأحسب أن مؤشرات الهزيمة باتت ظاهرة لذوي العقول الرشيدة؛ ومتوارية عمن كانوا عنها غافلين.