أحمد المغلوث
تتجه أنظار المسلمين كل المسلمين في العالم، صوب المملكة هذه الأيام وبالتحديد لمكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث تستقبل هاتان المدينتان ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج والعمرة والزيارة، ومنذ تأسس هذا الكيان وقادة الوطن بدءاً من المؤسِّس - طيّب الله ثراه - ومروراً بأبنائه من الملوك الراحلين - رحمهم الله - ووصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أمدّ الله بعمره ومتعه بالصحة والعافية - والوطن يضع في اهتماماته الأولى خدمة الإسلام والمسلمين وعلى الأخص ضيوف الرحمن، على مدار العام خلال العمرة والزيارة وموسم الحج، وقبل هذا الموسم العظيم الذي يجتمع فيه الملايين من الحجاج القادمين من مختلف دول العالم لأداء أحد أركان الدين الإسلامي العظيمة والمهمة. من هنا نجد الاهتمام كبيراً، قيادة ومسئولين ومواطنين، الجميع في خدمة هؤلاء الضيوف الذين تشرفت هذه الأرض الطيبة بخدمتهم وتهيئة كافة السبل والخدمات لهم، وبالتالي لم تبخل القيادة على ضخ المليارات من الريالات سنوياً من أجل راحة ضيوف الرحمن منذ لحظة وصولهم للأراضي المقدسة، حيث وفرت لهم كل ما من شأنه يساهم في توفير أفضل الخدمات من مواصلات وسكن، والأهم الأمن والاستقرار، وطوال المائة عام الماضية وأكثر وحتى اليوم، والوطن يقدم المزيد من الخدمات والتجهيزات، بل إنها قامت بعدة توسعات للحرمين الشريفين في عهود مختلف قادة الوطن الراحلين - رحمهم الله -، ولم تتردد في أن تصرف على هذه التوسعات المبهرة والمدهشة، والتي أشاد بها كل منصف وكل من أتيحت له الفرصة لأداء مناسك الحج والعمرة والزيارة، أو حتى من شاهد ذلك من خلال مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمصورة، فهو لابد أن يردد بينه وبين نفسه: يا الله ما أروع الإنجاز. ولذلك لا عجب أن تسعى مختلف الوسائل الإعلامية في الداخل والخارج، في القيام بتغطية هذه الإنجازات التي تحققت في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة بل كل الوطن، والتي تعكس الجهد المبذول لخدمة ضيوف الرحمن عبر العديد من المشروعات العملاقة والمثيرة للإعجاب، والتي ساهمت في أن يكون أداء الحج والعمرة أكثر يسراً وسهولة، ولا شك أن البعض منا قد سمع يوماً كيف كان الحجاج في الماضي وكيف هم اليوم، فهم ولله الحمد والمنة ينعمون بوجود مختلف وسائل الراحة من مواصلات وإقامة وخدمات وإعاشة، بل إن الأفلام الوثائقية والصور التاريخية تؤكد للجميع كيف كاالحال فيما مضى وكيف هو اليوم، فتنقلاتهم سهلة وتحركاتهم خلال تأديتهم المناسك والشعائر لا أروع. والخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن هي في تطور وتنامٍ عاماً بعد عام، والجميل أن شرف خدمة ضيوف الرحمن الكرام يتسابق عليها الجميع قيادة ومسئولين ومواطنين وحتى مقيمين، الجميع يتشرف بذلك، وها هو ملك الوطن يشرفه أن يحمل مسمّى (خادم الحرمين الشريفين) فلا عجب بعد هذا أن يغبطنا بل يحسدنا الكثيرون في العالم على ما أنعم الله به علينا من شرف هذه الخدمة الجليلة، والتي هي شرف لقادتنا ووطننا عظيم من رب كريم .
تغريده:
لقد سجل التاريخ بموضوعية وتقدير كبيرين إنجازات الوطن المختلفة التي تشرف بتقديمها لضيوف الرحمن خلال القرن الماضي، ومازال الوطن يقدم كل موسم حج المزيد .. شكراً وطني.