«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يعيش العالم ومنذ سنوات في شبه قلق دائم ذي طابع مستفز ومثير للخوف والوجل بل باتت شعوب كثيرة تعاني من الهلع بعدما انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة الإرهاب وتفشت في العديد من دول العالم وباتت عناصر الإرهاب الخبيثة تنتشر مثل الفيروسات حاملة الموت وبصورة شاذة، ومن هنا فالعالم اليوم ورغم قدراته وأسلحته وإمكاناته وخططه وبرامجه ومكافحاته الدائمة، بل توظيفه لكل ما يساهم في القضاء على الإرهاب ومع هذا ورغم هذا تحمل لنا الأخبار بين ليلة وضحاها كما هو مشاهد ومعاش حوادث إرهابية لم يكن أحد يتوقعها حوادث تفجير ودهس بمركبات وهجوم خبيث بالسكاكين في وضح النهار وعتمة الليل البهيم وفي الشوارع والشواطىء المزدحمة أو النوادي والمقاهي فراح ضحيتها العشرات وأصيب المئات نتيجه لتصرف أرعن وكراهية غير مقبولة ومتوقعه من عناصر شبابية لها من التعليم نصيب.. والعجيب أن من شارك في مختلف العمليات الإرهابية يحملون أفكاراً إجرامية وكراهية بغيضة للآخر. فلا يهمه خلال تنفيذه لجريمته وهجومه الخسيس أن يكون ضحاياه من أبناء جلدته أو كبار في السن أو أطفال المهم أنه يمارس إرهابه بخبث وحقد وكراهية لا محدودة ولا يهمه بعد ذلك النتائج أو عدد الضحايا الذين تحصدهم آلة الإرهاب. والمحزن أن تجد أن بعض من قام بهذه العمليات الإرهابية هم مراهقين كان من المفروض أن تكون اهتماماتهم تنحاز في اتجاه اللهو وممارسة الألعاب المختلفة. لا ممارسة لعبة الموت المعروف نتائجها.؟! هؤلاء لاشك أن هناك من يقف خلفهم وساهم بالتالي في غسل أدمغتهم وحشوها بالكراهية والانتقام ومدهم لا بالمال فحسب وإنما بالفكر الضال والخبيث الذي يعزز ويضاعف من فعالية أرهابهم. واليوم ومع ما يشهده العالم السياسي من تحركات على مستوى الدول المتضررة من الأرهاب أو التي تضع يدها على قلبها خوفاً من وصوله إلى أراضيها. فالجميع أمسوا وأصبحوا في حيرة من أمرهم. كيف يتعاملون مع (الإرهاب الخبيث) وما هي الطرق والوسائل الكفيلة بالقضاء عليه. مع أن هناك دول استطاعت أن تحقق نتائج ناجحة ومثمرة في مكافحته واستئصال جذوره والقضاء على عناصره الخبيثة كما فعلت المملكة بفضل اهتمام قيادتها ورجال أمنها البواسل. وجاء نجاح المملكة وتجربتها المثمرة في هذا المجال محط تقدير واهتمام العديد من الدول، بل حظيت بإشادات مختلفة من المراقبين والمحليين والمتابعين لظاهرة الإرهاب وحتى كتاب الرأي في الصحف العربية ولعالمية.. خصوصاً بعدما سجلت المملكه تقدماً كبيراً على أكثر من محور ومن خلال سياستها فى القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه بفضل الله ووعي القيادة الحكيمة التي لم تدخر وسعا في تحقيق أهداف وتطلعات الوطن في الاستمرار في سياستها الناجحة نحو القضاء على ظاهرة الإرهاب الذي جعل العالم يعيش في قلق كما اشرنا في البداية وبات محنة موعجة في نفس الوقت ولاشك أن الإرهاب الخبيث محنة مؤلمة وهي في ذات الوقت للعالم امتحاناً له وفيها تجربة وعظة والدول الناجحة من تصدت بحزم وعزم كما فعلت بلادنا مع هذا الامتحان!؟.