«الجزيرة» - علي بلال:
أكد رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي أن «عاصفة الحزم» كانت قرارًا حاسمًا وضروريًّا لمواجهة مشروع فارسي توسعي، تم العمل عليه على مدى سنوات، وتجسدت صوره في دعم المليشيات وزعرعة استقرار الدول وبث الفتن في مجتمعاتها. مشددًا في الوقت ذاته على قوة المملكة في الدفاع عن أمنها الوطني، وامتلاكها زمام المبادرة في ذلك.
جاء ذلك خلال مشاركته أمس في فعالية حكايا المرابطين التي تحدث فيها عن زيارته للحد الجنوبي، وعلق عليها بقوله: «لقد ذهبت لأتعلم». مستعرضًا العديد من مواقف تلك الزيارة أمام جمهور مهرجان «حكايا مسك2» المقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بتنظيم من مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك».
وأشاد الدكتور السلمي بما يتمتع به الجنود البواسل من روح معنوية عالية مؤكدًا أن جنود الوطن ليسوا فقط من يحاربون بالسلاح، وإنما هم كذلك من يواصلون بناء بلادهم في مختلف المجالات التنموية. مضيفًا: «المملكة اليوم أشبه بورشة عمل، نعمل فيها جميعًا مستشعرين الفخر بقيادتنا وبانتمائنا لهذا الوطن».
في جانب آخر، تطرق الدكتور السلمي إلى الشأن الإيراني، مشيرًا إلى أن 40 % من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر في الوقت الذي يتهرب فيه نظامهم من هذه الحقيقة، وينفق المليارات على تصدير الثورة وتهديد أمن المنطقة. مضيفًا: «ستستمر حالة الصراع وقتًا طويلاً ما لم يتغير هذا النظام، وما لم تصبح إيران دولة منسجمة مع محيطها، وتعيش في سلام مع منطقتها وجيرانها».
كما حذَّر الدكتور السلمي من التفاعل مع الحسابات الوهمية ذات الصلة بالحرس الثوري الإيراني مشيرًا إلى أنه اكتشف أكثر من 300 حساب، تشن حربًا إعلامية على المملكة، وتحاول بث الفتنة والرسائل السياسية من خلال الاستغلال السيئ لما تطرحه وسائل التواصل من قضايا محلية. وقد مثلت هذه الوسائل بيئة خصبة للشائعات.
ووجّه السلمي دعوته المواطنين والصحفيين لزيارة ميدان «العز والشرف» لتقديم الدعم المعنوي أولاً، وللتعرف على حقائق الأمور ثانيًا. مضيفًا: «لن أنسى المشهد عندما كنت في الحد في جازان، وصلينا في مسجد تمت تسميته باسم أحد شهداء الواجب، وكيف كان الجميع يذكرونه يوميًّا، ويدعون له. إنه شعور لا يمكن أن توصله أي وسيلة إعلام، وإنما على الشخص أن يعيشه بنفسه».