جاسر عبدالعزيز الجاسر
كثر الحديث مجدداً، وزادت التحذيرات من شتى الدول ومراكز البحث ومعاهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية من مخطط مستمر لنظام إيران الذي يقوده ملالي إيران لغرض هيمنة شيعية صفوية تسير على نهج ولاية الفقيه للسيطرة على المنطقة العربية وبالذات العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة واليمن وتطلعات وأطماع إيرانية حقيقية للتمدد إلى مصر والأردن وإخضاع دول الخليج العربية للسيطرة الصفوية.
الخشية من قدرة ملالي إيران عبر أذرعهم الإرهابية التي اخترقت مجتمعات الدول العربية من خلال عملاء يروّجون للفكر الصفوي وفرض تشيع من نوع خاص لا يؤمن إلا بنظرية ولاية الفقيه الذي يعارض الكثير من المرجعيات والقادة الشيعة وبالذات في الحوزات العربية، ولهذا فإن الكثير من القادة الدينيين والشعبيين والسياسيين من الشيعة العرب بدأوا التحرك عملياً للتصدي للمخططات الصفوية، ونشطوا في حراك شعبي وسياسي بالتوجه نحو الدول العربية التي تضم أغلبية عربية سنية كانت على مر السنين في تعايش وتآلف مع العرب الشيعة، ولم تظهر الخلافات التي تحولت في بعض المناطق إلى صراع دموي إلا بعد فتنة خميني التي فجرت حرباً دموية استمرت أكثر من ثماني سنوات سقط فيها أكثر من مليون مسلم قتيل معظمهم من الشيعة.
المرجعيات الشيعية والقادة والسياسيون والشعبيون من الشيعة العرب نجحوا في تحريك التماسك العربي والتصدي لمخططات ملالي إيران ويبرز في هذا السياق الزعيم الديني الشعبي الشيخ مقتدى الصدر، والزعيم الشيعي السياسي الدكتور إياد علاوي، وهناك شخصيات عربية شيعية في لبنان واليمن وسوريا، يعملون بجد للتصدي لمحاولات الهيمنة ومخططات ملالي إيران التي أزعجت وأساءت كثيراً للشيعة العرب في البلدان المستهدفة الذين يكثفون تحركاتهم لإخماد الفتنة التي أشعلها الخميني ويواصل أتباعه إشعالها وتأجيج أوزارها، فمن خلفوا الخميني نقلوا أكثر من عشرة آلاف صفوي «ونشدد على صنفه الصفوي» لأن من يتبعون ملالي إيران لا يمتون للشيعة بأي صلة، فهناك بون واختلاف شاسع بين التشيع الصفوي، والشيعة العرب، فبالإضافة إلى الخروج الشرعي بالعداوة والحقد على الصحابة وزوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، يعتنق الصفويون نهج ولاية الفقيه التي يعدها الكثير من المرجعيات وقادة الشيعة من المشايخ والزعماء السياسيين والشعبيين بدعة استحدثها الصفويون، وهؤلاء الصفويون الذين جلبهم ملالي إيران من أفغانستان وباكستان والهند وحتى من الشيشان، نشروهم في سوريا والعراق ولبنان، وحسب أبحاث معاهد الدراسات فإن هؤلاء الذين قسموا إلى مليشيات مسلحة تحت مسميات مختلفة، خاصة في سوريا والعراق، يشكلون جيوشاً نظامية وقوة قتالية يقودها ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وأن مخططات ملالي إيران تستهدف دولاً عربية أخرى، إضافة إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن، خاصة مصر والأردن لتكون المنطقة العربية خاضعة للنفوذ وهيمنة الصفويين بقيادة ملالي إيران وهو ما يستوجب التصدي واللحاق بقافلة الحزم التي أفشلت مخططاتهم في اليمن والبحرين، ويجب أن يكون التصدي واضحاً، ولا يخشى عملاء ملالي إيران وبالذات من الأنظمة المارقة عربياً والتي لا تخجل من خدمة ملالي إيران وفكرهم المنحرف.