محمد بن علي الشهري
لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين أن تكون بداية موسمنا الجديد على هذه الشاكلة من التخبطات التي جسّدها اعتساف سلسلة من القرارات العجيبة الصادرة عن لجنتي الاحتراف والانضباط، بالإضافة إلى ثالثة الأثافي مركز التحكيم الرياضي، مما لا يُبشّر بموسم هادئ وناجح على صعيد هذه المرجعيات التي يفترض أن تكون هي أكثر الدوائر انضباطية؟!
ذلك أن لجنة الاحتراف نسفت مجهودات مخلصة بُذلت على مدى موسمين بغية الحدّ من إغراق الأندية في المزيد من الديون والأعباء من خلال ضبط أمور التعاقدات، وسواء كانت تدري أو لا تدري، فقد أشرعت الأبواب لممارسة المزيد من الفوضى وبالتالي تعريض الأندية للمساءلة والعقوبات الدولية، ما يعني أننا لم نتعلم مما حدث، وما زال يحدث؟!!.
عن لجنة الانضباط حدّث ولا حرج.. فكما يتضح أنها تسير على خطى من سبقها وبالتالي تنطبق عليها مقولة (كأنك يابو زيد ما غزيت)، فما زال للصوت (الأصفر) العالي تأثيره القوي والمباشر في توجيه وتشكيل العقوبات الانضباطية، فضلاً عن تأثيره الواضح في تحديد الحالات الواقعة تحت طائلة العقاب على طريقة (خيار وفقّوس) بدليل القرارات الانضباطية الأخيرة (المضحكة) حدّ الترفيه؟!.
أما عن مركز التحكيم الرياضي، وما أدراك ما التحكيم الرياضي، فالحقيقة أن المرء يقف مشدوهاً أمام ما صدر عنه من قرارات تكفّل بنشرها الحساب الرسمي لنادي النصر بالنيابة عنه، ربما لأنه (يستحي) من أن يتولى هو نشرها عن طريقه كجهة رسمية، وكما هو المفترض، ذلك أن ما تم حيال قضية عوض خميس من إجراءات قانونية، لم يكن - كما يتضح - ليفي بالمطالب والتهديدات النصراوية المعلنة لو تم التعامل مع الاستئنافات بالطرق الاحترافية والقانونية خلال المدة الزمنية المفترضة، ولو لم يتم تنويمها في (العناية المركزة) إلى ما شاء الله من قِبل مركز التحكيم، لذلك كان من الطبيعي أن يَتمخض ذلك (التنويم) عن اعتساف قراري السماح بالتسجيل ورفع الإيقاف عن اللاعب القضية، هذا ما تم تحقيقه من استثمارات في قضية خميس حتى الآن، ومن يدري فلعل المزيد منها قادم؟!
أكثر ما يلفت الانتباه أن مجمل القرارات الصادرة عن الجهات الثلاث مفصّلة تماماً على مقاس فريق واحد (سبحان الله)!!
يا ما تحت السواهي؟!
لعل من الإيجابيات القليلة للأزمات، أنها كثيراً ما تؤدي إلى فضح وتعرية الوجوه المقنّعة، أو تلك السحنات التي تجيد اللعب على الحبلين، فتظهرها للملأ على قبحها الحقيقي.
أزمة قطر الأخيرة مثلاً، تكفلت بتعرية بعض الوجوه الإعلامية الخليجية التي كانت محطّ حفاوة وعناية قنواتنا الرياضية الفضائية، الرسمية والتجارية على مدى المواسم القليلة الماضية، ولا سيما على هامش مناسباتنا الكبرى، من خلال الحرص الشديد على دعوتهم وحضورهم، ومنحهم مقاعد الصدارة في المجالس، فضلاً عن منحهم حق الاستحواذ على الريادة في الحديث، وفي (دلق) الرؤى والأفكار والتقييم والتنظير وسط إصغاء وإعجاب القائمين على تلك البرامج.. وغيرها من المزايا التي يُفترض ألاّ يحظى بها إلاّ من يتمتع بقدر أعلى من الخبرات والتجارب بصرف النظر عما إذا كان من أهل الدار أو من خارج الحدود، فما بالنا وبعضهم حديث عهد بالمجال؟!
كنا -كمشاهدين- نتحمّل غثاثة ذلك الضيف الثقيل على شاشاتنا من باب أن مبعث تلك الحظوة والحفاوة التي يتمتع بها هو وأمثاله لا تتجاوز كونه مجرد (محب للأصفر) (مبغض للأزرق) فلا بأس طالما أن ذلك يطرب ويسعد جماعتنا في تلك القنوات، ولذلك هم يحرصون على وجوده دائماً.. أما وقد (انفضح) أمره، وأثبت من خلال حسابه في تويتر مدى حقده على المملكة، وانحيازه للجانب المعادي لنا.. فلا نامت أعين الجبناء.