سليمان الجعيلان
مهنة السباكة وتهمة السمسرة أصبحتا أسهل تهمة واقرب صفة ينعت بها بعض المدربين في الأندية السعودية، للتقليل من إمكانياتهم والطعن في نزاهتهم إذا لم يجدوا قبولا من بعض الجماهير والرياضيين، وقد انتشرت وتفشت هذه الظاهر في الأوساط الرياضية حتى لحقت مدربين حققوا نجاحات فنية وبطولات مهمة مع أنديتهم، وأحد هؤلاء السباكين والسماسرة الجدد هو مدرب فريق الهلال الأرجنتيني رامون دياز الذي تم تجاهل مسيرته الكروية الرائعة والتجني على سيرته التدريبية القيمة!!
وحقيقة ما وجده المدرب رامون دياز في الأيَّام الماضية من تشكيك في قراءاته وطعن في قراراته هو ظلم عظيم وتجن كبير على مدرب استطاع أن يعيد الهيبة للقميص الأزرق الذي تشوه في السنوات الأخيرة كثيراً، عندما أصبح من يرتديه ويلبسه أشباه اللاعبين كانوا يجدون حظوة من بعض المدربين ومجاملة من بعض الإداريين، ولكن عندما جاء وحضر رامون دياز وحضرت معه قوة الشخصية المتوازنة والمتساوية، وجاءت معه النظرة الفنية الثاقبة والعادلة وجد هؤلاء اللاعبون أنفسهم خارج التدريبات وبعيدين عن الاهتمامات الفنية والمطالبات الإدارية مع تأييد ومباركة من الجماهير الهلالية!!
صحيح من حق الجميع انتقاد طريقة رامون دياز التدريبية وصحيح من حق الجميع انتقاد اختيارات رامون دياز الفنية، ولكن ليس من حق أحد محاولة تجريده من كفاءته التدريبية وتجاهل نجاحاته التكتيكية وفرض الوصاية على قراءاته وقراراته الفنية، خاصة إذا كانت هذه القرارات وهذه القراءات نابعة من نظرة فنية بحتة المسؤول الأول والأخير عنها هو رامون دياز ومن الممكن محاسبته عليها إذا اكتملت أركانها وظهرت نتاجها في الاستحقاقات القادمة والتي ستكون بكل تأكيد هي الاختبار والامتحان الحقيقي لمدرب فريق الهلال رامون دياز، وتحديداً عندما يواجه المدرب الكرواتي زوران ماميتش غداً الاثنين في مباراة فريق العين الإماراتي في البطولة الآسيوية، وهو المدرب الذي فشل رامون دياز في الانتصار عليه في مباراتين العام الماضي، وهذا يؤكد أنني عندما أحاول إنصاف رامون دياز اليوم فهذا لا يعني عدم تقديم الملاحظات على قراءاته ولا تعني الموافقة على جميع قراراته وأيضاً لا يعني عدم انتقاده إذا استمر سوء مستوى فريقه ولم يعالج رامون دياز ضعف تنظيم دفاعه، ولا سيما ان مباراة الهلال والتعاون الماضية كشفت بوضوح المشكلة والعلة الدفاعية التي عانى منها فريق الهلال العام الماضي واستمرت معه حتى في هذا الموسم.
عموماً مهنة السباكة مهنة شريفة وحرفة نبيلة يحق لأصحابها ان يفتخروا ويفاخروا بها، وعندما ذكرتها وتطرقت لها في المقالة ليس من باب الانتقاص أو التقليل منها لا لا يشهد الله، وإنما لأنّها أصبحت مفردة منتشرة بين أوساط الجماهير الرياضية في وصف بعض المدربين المتخبطين والمتخبصين لإثبات أنهم لا يفهمون ولا يفقهون في التدريب حسب وجهة نظر البعض، وان كنت اعترف واقر بأنني لا انفي وجود مدربين سباكين ومدربين سماسرة سابقين وربما حاليين في الأندية السعودية، ولكن بالتأكيد لا يمكن أن يكون الأرجنتيني رامون منهم حتى وإن كان هناك ملاحظات على قراراته وانتقادات لقراءاته!!
مبروك للاعبي النصر.. ولكن!!
لم أستغرب الفرحة الكبيرة والسعادة العرضية التي أبداها وظهر عليها لاعب النصر أحمد الفريدي في حسابه الشخصي بتويتر وهو يعلن عن دخول رواتب لاعبي فريق النصر المتأخرة لـ 9 شهور إلى حسابات اللاعبين، بعد معاناة طويلة ومكابدة كبيرة كان ضحيتها لاعبي فريق النصر الذين ظلوا يلعبون لفريقهم موسما رياضيا كاملا دون استلام رواتبهم في سابقة جديدة وحادثة خطيرة في الرياضة السعودية، كان من المفترض ان يتعامل معها مسيرو ومسؤولو المنظومة الرياضية بأكثر صارمة وجدية، ولكن للأسف تجاهلت الهيئة العامة للرياضة هذه القضية بل ساهمت في تفاقمها وتراكمها عندما ألغت قرار تطبيق القواعد المنظمة للحد من ديون الأندية بصورة غريبة وبطريقة عجيبة!!..
بصراحة تغريدة وفرحة أحمد الفريدي ما هي إلا صورة معبرة عن مأساة ومعاناة يعيشها بعض اللاعبين السعوديين مع عدد من رؤساء الأندية الذين استسلموا ورضخوا مجبرين أمام نظام الاتحاد الدولي (فيفا) القوي والصارم بتسليم اللاعبين الأجانب رواتبهم أولا بأول، هو ما يفسر لماذا هؤلاء الرؤساء يبادرون ويسارعون الى تسليم اللاعب الأجنبي في الأندية السعودية رواتبه دون تأخير، بينما اللاعب السعودي يتم تأخير رواتبه ومستحقاته لموسم رياضي كامل!!
حقيقة كل ما أتمناه وارجوه من رئيس الهيئة العامة للرياضة ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يَتمَّ النظر والتعامل مع تغريدة لاعب النصر أحمد الفريدي بعمق وصدق وبعيداً عن ظاهرها التي فيها مجاملة لمن تسبب في تأخير رواتب لاعبي النصر موسما رياضيا كاملا، والذين بهذه المناسبة نبارك لهم ونهنئهم على استلام رواتبهم بعد كل هذه الفترة المدة الطويلة وتلك الفترة العصيبة وكان الله في عونهم في الأيَّام والأشهر القادمة إذا استمرت نفس المشكلة دون تدخل من أصحاب القرار في منظومة الرياضة السعودية!!
لجان الصدى
لا يمكن تسمية ووصف قرار لجنة الانضباط بعقوبة لاعب نادي الفيصلي سعيد الربيعي بإيقافه مباراة بعد تغريدات رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي إلا صدى لتلك التغريدات وردة فعل لحملة نصراوية مفتعلة بحجة المحافظة على لاعبي المنتخب!!
ولا يمكن تسمية ووصف قرار مركز التحكيم الرياضي بتعليق عقوبة لاعب فريق النصر عوض خميس عقب تصريح وانتقاد أمين عام نادي النصر سلمان القريني لاتحاد عادل عزت ومركز التحكيم الرياضي إلا صدى وردة فعل للتصريحات والانتقادات النصراوية الرسمية، وهذا مؤشر على استمرار لجان الصدى في اتحاد عادل عزت ومركز التحكيم الرياضي واثبات ودليل جديد على عودة الدعم والدفع الرباعي!!