د. ناهد باشطح
فاصلة:
((ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور))
-حكمة يونانية-
شدتني تغريدة المستشار بالديوان الملكي الأستاذ «سعود القحطاني» حول الحسابات الوهمية في تويتر وإعلانه عن عزم الدول الأربعة في الأزمة الخليجية وبلادنا منهم كشف أصحاب الحسابات الوهمية المسيئة لهم وهي خطوة في الاتجاه الصحيح لأحداث التوازن في تشكيل الرأي العام.
كما أن هذه التغريدة بمنزلة توعية الجمهور بأن ليس كل ما يقدمه موقع تويتر يمكن أن نعتبره صحيحاً فهو احد وسائل الإعلام وليس جميعها.
في موقع تويتر توجد حسابات وهمية لم تستطع إدارة تويتر حتى الآن اتخاذ إجراءات قانونية تجاهها، وفي عام 2012م قدم الباحث «أسامة بن مساعد المحيا» دراسة تحليلية في التأطير وصناعة الرأي كشفت عن أن هناك ستة آلاف (6000) حساب وهمي سعودي في تويتر تحاول التأثير في الرأي العام عن طريق إغراق الوسوم «الهاشتاقات» بتغريدات متتابعة ومتنوعة تدور حول فكرة واحدة واتجاه واحد ويعاد تكرارها خلال اليوم والأسبوع من حسابات مختلفة ومتنوعة بإشراك حسابات وهمية هائلة، أما لتشتيت الجمهور أو لإقناعه بالفكرة.
كما صنّف الباحث الحسابات الوهمية إلى ثلاثة أنواع:
1- حسابات مهمتها إعادة التغريدات فقط ولا تغرد وعددها 4000 حساب.
2- حسابات تتجه للرأي العام وتغرد بأخبار من حسابات إخبارية كي لا تلفت النظر إلى أنها حسابات وهمية وعددها 1000 حساب.
3- حسابات مخصصة فقط للوسوم السعودية الساخنة وعددها 2000 حساب.
أيضاً نشرت جريدة الاقتصادية عام 2013 ما ذكره المهندس «عمار محمد « المختص في مجال الإعلام الاجتماعي من أن إحصائية كشفت عن أن أعداد الحسابات الوهمية في «تويتر» وصلت نحو 20 مليون حساب وهمي وأن الحسابات الحقيقية التي يتابعها المستخدمون هي 40 %.
الملفت للنظر أن المهندس عمار اكتشف حينما راجع العديد من الإحصاءات والدراسات أن هناك أكثر من 20 مليون حساب وهمي، وأن عدد مستخدمي «تويتر» في السعودية ارتفع بشكل سريع مقارنة بالدول الخليجية الأخرى، حيث وصل عدد مستخدمي «تويتر» إلى أكثر من ثلاثة ملايين بحسب آخر إحصائية رسمية.
في رأيي هنا تكمن خطورة عدم كشف الحسابات الوهمية وإيقافها لتأثيرها في الرأي العام في مجتمعنا .
ولربما ما يحدث الآن من اكتشاف لعلاقة الحسابات الوهمية بالرأي العام والتي يتجاوز ضررها إلى مكاسب مادية من إعادة التغريدات حسب دراسة أعدها الباحثان الإيطاليان «آندريا ستروبا وكارلو دي ميكايلي» ونشرت في أبريل 2013 في صحيفة «نيويورك تايمز» ما يجعلنا ننتظر مفاجآت إعلامية.
شكراً «سعود القحطاني» وأخيراً تم الالتفات إلى تحليل نصوص تويتر ومحاسبة الوهميين فيه لحماية مجتمعنا.