فهد بن جليد
لا تُستغرب تلك المشاعر الطيبة التي أظهرها الأشقاء حجاج قطر تجاه السماح لهم بالدخول دون تصاريح، واستضافتهم على نفقة خادم الحرمين الشريفين، وتخصيص 7 طائرات لنقل بقية الحجاج القطريين من الدوحة مباشرة على نفقة الملك سلمان، مع سهولة الإجراءات والترحيب والاحترام الذي وجدوه في منفذ سلوى، فالمملكة منذ بداية الأزمة وهي تحاول تجنيب الشعب القطري تبعات ما يجري، إيماناً بما يربط الشعبين الشقيقين من روابط خاصة لخصها ذلك الحاج الشاب في قوله (حن وإياكم من دون العرب كلها).
الصدمة التي أحدثها القرار الكبير لخادم الحرمين الشريفين بالسماح بدخول الحجاج القطريين واستضافتهم على نفقته الخاصة، في نفوس المغرضين من تجار الفرقة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر سائل الإعلام المحرضة التي فقدت مصداقيتها، وضيوفها الذين بات بعضهم بمثابة المهرج في هذه الأزمة وهو يرفع شعار (تسييس الحج) والمتاجرة بقضية حجاج قطر، جعلتهم -هذه الصدمة- يدورون في فلك مظلم، ويتخبطون في المزيد من تعليقاتهم وردودهم المضللة وغير المتزنة، حتى وصل الأمر إلى بعض التصريحات الرسمية التي فضحت ضعف الاهتمام القطري الرسمي بمسألة الحجاج أصلاً، وأنّها لم تكن سوى مجرد ورقة يلوّح بها النظام القطري لتحقيق مكاسب في أزمته الخاسرة أمام المنظمات الدولية والداخل القطري، إلا أنَّ الموقف الأبوي والكبير والحنون من خادم الحرمين الشريفين تجاه الأشقاء القطريين ممن يرغبون الحج، كشف هشاشة وحقيقة تلك الأنظمة ووسائل إعلامها ومعلقيها الفاشلين الذي مازالوا يتخبطون للاصطياد في الماء العكر، ولكن الله يفضحهم في كل مرة على رؤوس الأشهاد.
قناة الجزيرة على الضفة القطرية من منفذ سلوى (أبو سمرة) تحاول منذ بدأ دخول الأفواج الأولى من الحجاج القطريين، أن تجد لها موطئ قدم فيما يجري على الأرض، دون أن تنجح في لقاء حاج واحد قبل مغادرته، لتعيد على لسان موفدها ذات الأسطوانة المشروخة التي يتم ترديدها في استوديوهاتها في كل النشرات بأنَّ هذا القرار يشكل تراجعاً عما تصفه بالحصار، في محاولة فاضحة لإخراجه عن بواعثه الحقيقة كاستجابة سامية وكريمة لوساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني بخصوص الحجاج وتقديراً لظروفهم، مما يعكس رفض المملكة وقيادتها لكل المحاولات البائسة للمتاجرة بقضية الحج والحجاج، وهو ما جعل هؤلاء يفترون ويستمرون بالكذب أكثر، وهو ما سيكتشفه المتلقي العربي والمسلم الذي سيجد الحقيقة على لسان الحاج القطري نفسه، عند المنفذ أو في المشاعر المقدسة طوال أيام الحج، فالكذب ميدان قناة الجزيرة الاحترافي ولن نستغرب حينها أن تقوم القناة باستضافة حجاج مفترضين (على الحدود) حتى يقولوا ما تريد، فيما المسلمون يكملون نسكهم في المشاعر.
وعلى دروب الخير نلتقي.