فهد الحوشاني
تأتينا من الغرب رسائل متنوعة تدعو إلى إعطاء المرأة حقوقها تأتي تلك الرسائل والدعوات من شخصيات ومنظمات غربية تدعي أنه (يؤرق مضاجعها) شؤون المرأة في بلادنا! هذه المرة سيكون العكس، فأنا متأكد من أن التاريخ سيذكر أنني (أول) شخص من المشرق العربي يدعو العالم الغربي لمساواة المرأة الغربية بالرجل ورفع مايلحق بها من ظلم واضطهاد وتمييز!ِوأرجو حفظ هذا السبق لي فيما بعد، لأنني سأقول لهم وبالفم المليان (كفى عنصرية وتمييزا ضد المرأة) ولا يمكن أن يستمر سكوتنا ونحن في القرن الواحد والعشرين عن تلك الممارسات وعن استمراركم في هذا النهج غير المتحضر تجاه المرأة! نسمع أصوات النساء الباكية الشاكية فنتألم لهن، فهاهي الباحثة الأمريكية (سوزان دوغلاس) تتحدث أن تلك الحرية هي مجرد شعارات لكن المرأة فعليا تعاني معاناة كبيرة! إذا فهي (فرج الله كربها) مهضوم حقها، والظلم بين وصريح! والمؤلم أنها أحيانا لاتعي ذلك كما تؤكد الباحثة! ولو عرفت أنها مهضومة الحقوق فليس لها سبيل من تغيير واقع لا يتزحزح! التمييز والتهميش والعنصرية يكمن في الوظائف والرواتب والعنف والتحرش والبطالة! فعلى سبيل المثال، فمعظم الوظائف تذهب للرجال، فأعداد الرجال الذين يقودون الطائرات ويحلقون بها إلى الأجواء أكثر من النساء، بينما المرأة يكتفى بدورها كمضيفة تقدم القهوة لركاب أغلبهم من الرجال!حتى في الطائرات العسكرية (الكباتنة) رجال! وفي الجيوش وحتى في تفريق المظاهرات! في دهاليز السياسة تشكل نسبة النساء في البرلمانات أقل من الثلث في أمريكا وأروبا، في الكونجرس الأمريكي نسبة النساء 17% فقط، ما جعلني أكتب هذا المقال مناصرة للمرأة الغربية المهضومة الحقوق هو تلك الصرخة الاحتجاجية
والتي أطلقتها أربعون مذيعة في محطة (البي بي سي) البريطانية تظلما إلى السيد (توني هول) مدير عام المحطة يطالبن فيها بسد الفجوة في الرواتب والتي تصل أحيانا إلى (خمسة أضعاف) مايتقاضاه زميلهن الرجل!! والأمر لايتعلق في بريطانيا وحدها، فمنظمة العمل الدولية أطلقت مؤخرا تحذيرا قالت فيه إن النساء العاملات في أوروبا وأمريكا وروسيا يحصلن على أجور أقل من نظرائهن الذكور. قبل سنتين حدث كبير كان لصالح المرأة فحاكم كاليفورنيا، جيري براون، أقر قانونا للمساواة في الرواتب بعد 66 عاما على قانون المساواة في الأجور!! كان ذلك القانون ومازل في بعض الولايات مجرد حبر على ورق! التمييز ضد المرأة هو عرف سائد في أكثر الدول الغربية!! فقط لأنها امرأة!! الصورة مختلفة في مجتمعنا، فالمرأة نسبة تمثيلها في مجلس الشورى 20% وهي أعلى من نسبة تمثيل المرأة الأمريكية في الكونجرس! وفي مجتمعنا أيضا المرأة تتساوى مع الرجل في الراتب! لذلك فإن ودائع النساء (اللهم لاحسد) أعلى من الرجال! ولأنه لا يلزمها نفقة بيت الزوجية كما هو في الحال في الغرب، فلهذا فيقدر مدخرات النساء بحوالي (مائة مليار) أي مايعادل 75% من مدخرات البنوك السعودية.
أرجو من المرأة في بلادي وهي تحصل على حقوقها بشكل مستمر، ومن الجمعيات ذات العلاقة الوقوف مع النساء الغربيات، فليس من مبرر للتكاسل عن مناصرة أخواتهن وما يحصل لهن من عدم المساواة وهضم الحقوق!! لأنه ثبت بالأدلة والبراهين أن (باب النجار مخلوع)!