«الجزيرة» - محمد العيدروس:
تتأهب المملكة بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة دؤوبة تفصيلية من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لاستقبال أكبر موسم حج في تاريخها بعد صدور الأمر السامي الكريم برفع أعداد الحجاج مع قرب انتهاء أعمال توسعة الحرمين الشريفين، ما يعني إضافة 800 ألف حاج لهذا الموسم، والذي يعد الأكبر خلال السنوات الماضية، وذلك بعد أن تحقق لموسم حج العام الماضي كل عناصر النجاح مما جعله مميزاً وخالياً مما يعكر صفو هذه الشعيرة الإيمانية الكبرى بإشادة قادة الدول العربية والإسلاميةً والحجاج من مختلف بقاع المعمورة.
وأكملت وزارة الحج والعمرة استعداداتها كافة ورفعت كفاءة أداء قطاعاتها من خلال العمل الدؤوب والتعاون مع شركاؤها في منظومة الحج والعمرة لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، منذ وصولهم إلى أرض المملكة وحتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين بعد أدائهم مناسكهم في راحة واستقرار وتسخير كافة الإمكانات والموارد لخدمة وفود الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.
ورصد المركز الإعلامي لوزارة الحج والعمرة في تقرير له مراحل تطور الخدمات وتوظيف التقنيات الحديثة ورفع كفاءة العاملين في خدمة ضيوف الرحمن وتنفيذ المشاريع والمبادرات التي تبنتها الوزارة هذا العام لتكون رحلة الحج والعمرة والزيارة مقننة وسهلة وميسرة لتبقى ذكرى مميزة ورائعة في ذاكرة الحاج والمعتمر والزائر تحقق له الرضا، وتجعله سفيراً ينقل للعالم جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، مبرزاً التحول في انتقال وزارة الحج والعمرة من خدمة الحاج إلى صناعة الضيافة ومن ثقافة العمل الموسمي إلى العمل على مدار العام ومضيها في إكمال البنى التحتية بهدف توفير ضيافة دينية بمعايير عالمية والعمل على أداء مهامها بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية لتيسير إجراءات أداء المناسك وتجويد مختلف الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتوسيع التعاون الخارجي، حيال توعية الحجاج، وزيادة التنسيق بما يخدم مبادرات المملكة في قطاع الحج والعمرة.
وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي شهدت فيه المملكة موسم العمرة هذا العام نحو 7 ملايين معتمر تقريباً، تعمل وزارة الحج والعمرة على دعم اقتصاديات القطاع والتعاون مع مؤسسات الطوافة، لتوسيع مجالات الفرص وخلق كيانات وطنية كبرى ورفع الطاقة الاستيعابية لموسمي الحج والعمرة، وتأسيس صناعة الضيافة الحديثة لدعم خدمات واقتصاديات الحج والعمرة، وذلك في ظل رؤية المملكة2030 وبرنامج التحول الوطني2020 خاصة، وأن هذا القطاع يشهد تطورات غير مسبوقة، مما يجعل قطاع الحج والعمرة في قلب الرؤية، حيث تعمل وزارة الحج والعمرة على تحويل مؤسسات أرباب الطوائف إلى شركات مساهمةً وإعادة هيكلة خدماتها بهدف الاستمرار في تطوير خدمات القطاع واقتصادياته وفق قواعد العمل المؤسساتي والحوكمة.
وأضاف أن معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن وجه كافة منسوبي وزارة الحج والعمرة ببذل الجهد والتفاني والإخلاص في أداء الأمانة وشرف المسؤولية التي خص الله بها هذه البلاد عن غيرها والعمل بحيث يكون الحج سهلاً وميسراً من خلال الجهود البشرية والتقنية المقدمة والارتقاء بمهارات العاملين في الخدمة الميدانية تكليفاً أو تطوعاً لضمان خدمات متميزة للحجاج والمعتمرين، باعتماد برامج تدريبية متميزة وفاعلة والعمل وفق قيم وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة لتقديم خدمات متميزة، ولا شك أن ما أنجزته حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- لأكبر توسعة شهدتها الحرمين الشريفين في تاريخ الإسلام تظل علامة بارزة ومشرقة، مما رفع الطاقة الاستيعابية، ومكن المسلمين في مختلف أنحاء العالم من تأدية مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.
واستشهد المركز بما أنجزته المملكة من بنية تحتية كبرى؛ في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ترتكز عليها شبكة جبارة من المرافق الخدمية المتعددة، التي تشمل إلى جانب توسعة الحرمين الشريفين المساحات المخصصة لسكن الحجاج في المناطق المركزية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإطلاق قطار المشاعر المقدسة، وإنجاز جسر الجمرات، والانتهاء من مشاريع توسعة المطارات والمنافذ وصالات الحج والعمرة، وخدمات النقل والصحة والنظافة وغيرها من الخدمات اللوجستية اللازمة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار. واستعرض المركز الإعلامي لوزارة الحج والعمرة حزمة المبادرات الإستراتيجية التي أطلقتها الوزارة لخدمة ضيوف الرحمن وفي مقدمتها تأسيس مركز التحكم والمراقبة الإلكترونية بهدف ربط مراكز خدمات الحجاج والمعتمرين بصناع القرار وزيادة التنسيق بين أطراف منظومة الحج والعمرة وإتاحة لوحة التحكم لكافة الجهات الحكومية ومشروع الإسوارة الذكية، وتطبيقها على الحجاج بهدف مساعدة الحجاج وتقديم الدعم اللازم لهم.