«الجزيرة» - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
أطلق صندوق التنمية الزراعية إستراتيجيته الخاصة للتحول في ضوء رؤية المملكة 2030، التي تستهدف المساهمة في تحقيق الإستراتيجية الزراعية من خلال أفضل وسائل التمويل المستدام، وتعزيز الأمن الغذائي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، والمساهمة في تطوير المناطق الريفية والاستفادة من الميز النسبية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والاستقلال المالي والتميز التشغيلي ضمن سياسة مخاطر سليمة.
وبالحديث عن صندوق تنمية زراعية، فإن الأمر يدور حول قروض وتسهيلات.. لذلك، فإن قروض الصندوق حسب الرؤية الجديدة تنقسم إلى متوسطة وقصيرة الأجل / تشغيلية، قروض رأس المال العامل «أقل من سنة»، معالجة قروض المشاريع المتعثرة، وقروض التسهيلات الائتمانية.
ورغم اتساع نطاق الإقراض للصندوق واستهدافه للتنمية الزراعية عموماً، إلا أن أولوياته انحصرت في ثلاثة اتجاهات فقط هي: رفع الاستزراع المائي من 30 ألف طن حالياً إلى 100 ألف في 2020، بحجم تمويل يبلغ مليار ريال، رفع معدلات الاكتفاء الذاتي من الدجاج اللاحم من نحو 44 في المائة حالياً إلى 60 في المائة في 2020 بحجم تمويل قدره 1.5 مليار ريال، ورفع الكفاءة الإنتاجية للبيوت المحمية من 25.7 أطنان للهكتار إلى 33.6 أطنان للهكتار، بحجم تمويل 1.25 مليار ريال.
وحسب آخر تقارير الصندوق المنشورة لعام 2015، فقد توزعت قروضه إلى: 379.8 مليون ريال لقطاع الدواجن، 200 مليون ريال لقطاع الأسماك، 122.1 مليون ريال للقطاع النباتي «مشروعات بيوت محمية، 90.3 مليون ريال لقطاع التسويق الزراعي، و17.2 مليون ريال لقطاع الألبان.
معدلات الاكتفاء الغذائي للمملكة وتطورها
وفق آخر بيانات معلنة، فإن المملكة سجلت نسبة اكتفاء ذاتي بمنتجات اللحوم بنحو 41.2 في المائة، تنقسم إلى 34 في المائة من اللحوم الحمراء، و44.6 في المائة من الدواجن، و38 في المائة من الأسماك، فيما بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي 118 في المائة في بيض المائدة، و112.4 في المائة في الحليب الطازج.
ورغم أن اللحوم البيضاء للدواجن هي الأعلى استهلاكاً بالمملكة، حيث تصل 41.2 كجم للفرد «من أعلى المعدلات العالمية إذ تأتي بالمركز الخامس عالميا»، إلا أن اللحوم الحمراء تحتل مكانة مهمة في خريطة استهلاك اللحوم محلياً، حيث تصل عدد الرؤوس المذبوحة سنويًا إلى نحو 22 مليون رأس من الإبل والأبقار والضأن والماعز على وجه التقريب، ونسبة مهمة من هذه الرؤوس يتم استيرادها من الخارج.
وتقترح وحدة أبحاث «الجزيرة» إدراج إقراض اللحوم الحمراء أو الماشية أو البتلو ضمن استراتيجية الصندوق، بهدف الاكتفاء الغذائي المحلي أو حتى تكامل التصدير لها أو لمنتجات أخرى تنتجها المملكة.
وبالتطرق إلى مواسم اللحوم الحمراء بالمملكة وخاصة في الحج، يلاحظ أن عدد الرؤوس المستوردة سنوياً لا يقل عن 10 ملايين رأس غالبيتها من الأغنام، وهي من المملكن أن تكون صناعة ذات جدوى اقتصادية وخاصة في ظل ضمان الطلب عليها أو ضمان انتهاء الطلب عليها سنويا في شهر ذي الحجة. ولعل تمويل انتاج هذه الرؤوس محليا قادر وكفيل بإيجاد صناعة واعدة بالسوق المحلي.