جاسر عبدالعزيز الجاسر
كعادته في الاستجابة لكل ما يحقق رغبة المسلمين ومساعدتهم، استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لوساطة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، بعد أن رفع نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «شفاعة» الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني والذي قابل سمو نائب خادم الحرمين الشريفين في جدة يوم الأربعاء، وقد جاءت سرعة استجابة خادم الحرمين الشريفين لشفاعة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، وحسن استقبال وحفاوة سمو نائب خادم الحرمين الشريفين لتؤكد بصدق وبصورة واضحة وعملية على تجذر العلاقات السعودية القطرية والتي تضرب في عمق التاريخ والمستندة على أخوة راسخة، وأظهرت بوضوح بأنه لا توجد خصومة مع الشعب القطري، بل ولا حتى مع العائلة الحاكمة في دولة قطر باستثناء الذين انحرفوا عن سلك وتاريخ آل ثاني والذين يشكلون قلة شاذة يطلق عليهم القطريون أتباع «الحمدين». كما أن سرعة استجابة خادم الحرمين الشريفين لشفاعة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني تجدد الحقيقة الثابتة من أن المملكة العربية السعودية لم ولن تمنع أي مسلم من أداء فريضة الحج، فكيف يسمح تنظيم الحمدين بالادعاء بعدم تمكين حجاج قطر من أداء هذه الفريضة التي يتمناها ويترقبها كل مسلم، فالمملكة لم تمنع أياً من الراغبين لأداء الفريضة من الدول التي تحكمها أنظمة تحمل العداء لأهل المملكة ولا توجد علاقات دبلوماسية وسياسية معها، ومع أن الهدف الأساسي من استجابة خادم الحرمين الشريفين لشفاعة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني هو خدمة المسلمين وتمكين أهلنا بقطر من تأدية فريضتهم التي تكفل خادم الحرمين الشريفين بكل تكاليفها من سفر بالطائرة من المطارات السعودية، إلا أن أريحية وسرعة استجابة خادم الحرمين تفشل وتلغي أي ادعاء للمظلومية التي كان يروج لها تنظيم الحمدين من خلال أبواقه الإعلامية.
والشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله آل ثاني أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، فجده هو ثالث حكام قطر الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، ووالده رابع حكام قطر الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني.
عُرف عن عائلة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني وأجداده أنهم قاموا خلال حكمهم لقطر في الفترة بين عام 1913 إلى عام 1972 باكتشاف أول حقل نفط بحري في العالم، وإنشاء إذاعة وتلفزيون قطر، وصك أول عملة قطرية، وتقديم الماء والكهرباء مجاناً للشعب القطري.
وفي عهد الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني ثالث حاكم لقطر شهدت البلاد بدء إنتاج النفط من حقول دخان البرية والحقول البحرية، بعد استقلال البلاد عن الدولة العثمانية وطرد الأتراك من الدوحة عام 1915.
وشهدت البلاد في عهد رابع حكام قطر الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني طفرة في إنتاج النفط وتصديره للخارج لأول مرة عام 1949، وتقدمت البلاد في عهده خطوات كبيرة نحو التطور ومواكبة العالم، إضافة إلى إسهاماته الثقافية في البلاد.
ووفق «سكاي نيوز»، فخلال عهد خامس حاكم لقطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني تم إنشاء محطة لتجميع النفط، وتم إنشاء إذاعة قطر عام 1968، وتلفزيون قطر عام 1970.
وقام أيضاً بإنهاء الوصاية البريطانية، وأعلن الاستقلال عن بريطانيا في سبتمبر عام 1971، وأنشأ أول مجلس للوزراء وأول مجلس للشورى، فيما اتصف الشيخ أحمد بحسن الخلق والسمعة الطيبة والتدين.
وفي عام 1972 قام الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (والد الشيخ حمد وجد الشيخ تميم) بالانقلاب على ابن عمه الشيخ أحمد بن علي.