فاجأني الأستاذ سعيد الدحية الزهراني بطلب كتابة كلمات عن سيدي ووالدي وتاج رأسي محمد بن عبدالرزاق القشعمي - متعه الله بالصحة والعافية - بمناسبة إصدار جريدة الجزيرة الغراء من خلال (الملحق الثقافي) ملفًا احتفائيًّا نظير ما قدمه ويقدمه لوطنه من خلال المجال الثقافي. وأولاً أشكر للجريدة (هذه المبادرة غير المستغربة) ممثلة بسعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك، وكذلك الدكتور إبراهيم التركي والأستاذ سعيد الدحية، وجميع طاقم التحرير في القسم الثقافي. ولا شك أن الكتابة عن شخص بمقام والدي أبي يعرب ليست بالشيء السهل بالنسبة لي؛ إذ تعجز الكلمات عن وصفه، وتتلعثم العبارات عن مدحه أو الثناء عليه.. ويكفيني فخراً أنه والدي، وأنه من خدم وطنه - ولا يزال - سابقاً في رعاية الشباب في بداياتها حينما كانت تابعة لوزارة العمل حتى أصبحت مستقلة، ولها مبنى يعتبر من معالم مدينة الرياض الغالية. والآن يعمل في مكتبة الملك فهد الوطنية، ومن خلالها تولى مشروع التاريخ الشفوي للمملكة؛ إذ سجل (بالصوت والصورة) مع أكثر من 300 شخصية سعودية، عايش أغلبها مرحلة تأسيس المملكة - أدامها الله تحت ظل قيادتها الرشيدة والحكيمة -. أنتشي وأفخر ويحق لي حينما أرى أغلب وجهاء المجتمع والمثقفين من داخل المملكة وخارجها في الخليج والوطن العربي يعرفون أبا يعرب، ولهم علاقات وثيقة معه، وهذا دليل محبتهم له ومحبته لهم. وحينما أدخل أي جهة رسمية أو مناسبة عامة، وأذكر اسمي، إلا ويبادرني من أقابلهم ويسألونني «وش يقرب لك محمد القشعمي»؟ فأزداد نشوة وفخرًا. مر والدي العزيز - متعه الله بالصحة والعافية، وجعل ما أصابه رفعة في درجاته في جنات النعيم - بعارض صحي قبل نحو 4 أشهر؛ رقد بسببه على السرير الأبيض في المستشفى ما يقارب ثلاثة أشهر، كانت بالنسبة لي ولإخوتي ولإخوانه ولمحبيه أكثر من ذلك (إذ كانت تمر به بعض الأزمات منذ 5 سنوات تقريبًا، ويدخل بسببها المستشفى لمدة أسبوع تقريبًا بسبب أزمة الربو التي يعاني منها قديمًا)، لكن رحمة رب العالمين كانت أوسع؛ إذ منّ الله عليه بالشفاء، وخرج في بداية شهر رمضان المبارك مشافى معافى - ولله الحمد -. زاره وهاتفه من الداخل والخارج أعداد لا أكاد أحصيها من محبيه وممن سمع عما يمر به، ويدعون له بالشفاء العاجل؛ ليعود كما كان لمحبيه وللمجال الثقافي الذي أحبه حتى العشق. أعجز صراحة عن أن أعبر عما بداخلي عن والدي، وكما يقل (شهادتي مجروحة)، ولكن أقول إنه صاحب قلب كبير، يجعلنا نغار من وجود أحد غيرنا فيه (أنا وإخوتي). وختامًا، أدعو الله أن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يطيل عمره على عمل صالح.. آمين. وشكرًا مرة أخرى للجزيرة على إتاحة هذه الفرصة.
- يعرب بن محمد القشعمي