د. سلطان سعد القحطاني
هناك شخصيات في حياة كل منا يعرفها ولم يلتق بها، فالمعرفة في حياة البشر( معرفتان) معرفة مباشرة وأخرى غير مباشرة، والثانية أكثر انتشاراً في الحياة العامة الثقافية من حيث الانتشار، فقد عرفنا البشرية من أثار رجالها، سماعاً أو قراءة بالذكر( سلباً أو إيجاباً) منذ فجر التاريخ وما حفظته لنا الروايات الثقافية بمعنى الثقافة الواسع. وقد تتيح الفرص لكل منا لقاءً عابراً ببعضهم يتحول في أحيان كثيرة إلى معرفة مباشرة تؤكد لنا معدن تلك الشخصية بنوعيه( ذهباً خالصاً أو دون ذلك) فقد تمتد الأولى إلى صداقة وقد تطوى الثانية في ملفات النسيان إلى الأبد غير مأسوف عليها، وصدق الشاعر في قوله:
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها صديقي من عدوي
أقول عرفت محمد عبد الرزاق القشعمي من خلال الصحف وما ينشر عنه من نشاط عندما كان مديراً لفرع رعاية الشباب في الأحساء، ولم أكن متواجداً في المملكة آنذاك، فقد كنت في بعثة خارجية، وكن خلال تتبعي لأخبار الوطن وجدت نشاط هذا الرجل قد تجاوز مخمليات المكاتب ومجاملات الزوار وعقد مواعيد الولائم وغيرها إلى النزول في الميدان بفرق الشباب والمساهمة في الحياة الاجتماعية جنباً إلى جنب في الأنشطة، مثل البلدية والمدارس وغيرها، وكنت أتمنى أن التقي ذلك الشخص الذي ذكرني بما كنا نقوم به في المدارس من نشاطات اجتماعية من خلال النظافة والكشافة وليالي السمر والصحافة المبكرة في متوسطة عمر بن الخطاب في الهفوف في تسعينيات القرن الماضي، لكن الظروف بعد عودتي من الخارج لم تتح لنا حتى وجدته يعمل متعاوناً في النادي الأدبي في الرياض، وكان لقاءً ممتعاً فوق ما تصورته عنه، لكن المعرفة الحقيقية عندما انضم إلى مكتبة الملك فهد في قسم الوثائق تحت إدارة أخي وصديقي العزيز الدكتور يحيى بن جنيد أمين المكتبة آنذاك، ومن هذه المكتبة الوطنية والقسم الذي عمل فيه كانت انطلاقته في عالم البحث والتأليف وكنت قتها أعد وأقدم برنامج( رواد الثقافة) من إذاعة الرياض فلم يبخل علينا بالمساعدة في التسجيل من خلال الأستيديو الموجود في القسم.
ومن ثم صار القشعمي يساهم في الملتقيات والندوات التي تقيمها الأندية الأدبية، مثل نادي الرياض الأدبي وجدة الأدبي، وغيرها، وله مؤلفات توثيقية عن الأدباء السعوديين، وظهور الصحافة والشخصيات الأدبية والثقافية، وقد حاز عدداً من الجوائز والتكريم على مؤلفاته وما جمعه عن المملكة.
أتمنى له الصحة والعافية وطول العمر على طاعة الله.