د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** لأبي يعرب حضور متفرد؛ فهو متعدد ومتجدد؛ يغشى المنتديات والمجالس واللقاءات، ويضيف في كل مكانٍ يرتاده معلوماتٍ جديدةً فيكفي أن يُعرض اسمٌ أو وسمٌ ليتجلى أبو يعرب فيسرد علاقته بهما شخوصًا ونصوصًا، ولا يفترق هنا شاعر عن ناثر وأديب عن إداري ومعاصر عن راحل وسعودي عن عربي.
** السفر لديه كالماء لا يُثقله؛ فمن الرياض إلى القطيف ومن نجران إلى تبوك، ومن الزلفي إلى القاهرة، ومن الدار البيضاء إلى القصيم، والمفارقة أنه لم يحمل الجوال إلا قريبًا جدًا لكنه متواصل مع الجميع؛ كيف؟ هذه ميزة شخصيته الشمولية التي تعي حركاتها كما لا يستطيع أكثرنا فعله، وفي اللحظة التي نبحث فيها عنه نجده أمامنا بنفسه أو عبر هاتفه.
** أستاذنا محمد بن عبدالرزاق القشعمي غاب على سريره الأبيض أكثر من ثلاثة أشهر لكنه لم ينأَ عن قارئيه ومحبيه، وكنا نرأف به من الاتصال الهاتفي أو الزيارة المباشرة لما نعلمه من مشقة الكلام عليه فهو لا يوفر نفسه عن إعطائنا كل التفاصيل عن حالته، كما آخر أخبار مؤلفاته، والخطوات التي قطعها لإصدار كتابه الجديد (أعلام في الظل) الذي ينشره منجمًا في مجلة الجزيرة الثقافية ودفع به إلى شيخنا العلامة محمد بن ناصر العبودي لتقديمه؛ فندعو الله لأبي يعرب بالشفاء التام والعطاء المتصل، وهذا العدد خطوة في مسافات وفائه.
** العرفُ قيمةٌ لا تنفد