ماذا أكتب عن ابو يعرب شهادتي مجروحة فيه فهو زوجي... وهناك أقلام وأساتذة سيكتبون لأن محبي ابو يعرب كثيرون ولا يقتصرون على السعودية بل الوطن العربي كله، قلت كيف سأكتب عن مؤسسة ثقافية وتاريخ يتجسد في شخصية القشعمي لن اتكلم عنه كسادن للإبداع السعودي ولا كمؤلف ولا كمؤرخ للصحافة السعودية ولا كراصد لحياة ومسيرة شخصيات أدبية وثقافية ولا عن وفائه لرموز كثيرة، سواء من عاشوا أو يعيشون في المملكة أو عن الشخصيات التي حكمت عليهم الظروف ان يعيشوا في الغربة، وكذلك اهتمامه بقضايا المرأة السعودية خاصة والعربية عامة... أبو يعرب عطاؤه وخدماته الثقافية ممتدة من المحيط إلى الخليج.. أنا أستغرب كيف لقلبه أن يتسع لحب كم كبير من اصدقائه الكثيرين منهم الرموز ومنهم الشباب المبتدئين فهو جسر قوي من جسور الأدب يربط بين الماضي والحاضر ويؤرخ للمستقبل (بتسجيله للتاريخ الشفوي للمملكة)..... أينما حل وارتحل ابو يعرب تجده يحمل كتبا لسعوديين يوزعهم ويعرف بالأدب السعودي سواء في معارض الكتاب، أو في أي لقاء ثقافي وكذلك فهو دائما حريص على ان يبحث ويسأل عن أصدقائه من كل الوطن العربي كذلك يكون حريصا في معارض الكتاب عن البحث عن عناوين كلف بها من طرف أصدقائه ويكون منزعجا حتى يقتنيها ويكون سعيدا... لقد ساهم وبشكل كبير في تفجير طاقات شبابية كثيرة كانت في حاجة إلى دعم ومد يد العون إليهم فهو مثل العين التي لا تنضب والشمعة التي تحترق من أجل أن تنير... أبو يعرب يقدم ويقدم ولا ينتظر جزاء أو شكر فهو مثل ساعة تدور لخدمة الثقافة ويقدم عمله بحب وإخلاص تجده دائما يحمل في يده كتبا هدايا او إذا جاءه ضيف يحمله كتبا... أبو يعرب كما يعرفه الكثيرون إنسان متواضع يرفض دائما ان يظهر في الصورة ويرفض دائما التكريم بحجة ان هناك من هم أحق منه. أسعد لحظة عند ابو يعرب هي عندما يمد أحدا بمراجع او كتب نادرة يكون الآخر في حاجة لها..كذلك فهو دائما يرفض الحديث عن نفسه.
أتذكر يوما كان يزوره الملحق الثقافي (احمد الفلاحي) العماني في القاهرة، وكان برفقة ابو يعرب المرحوم عبد الكريم الجهيمان، فعندما أراد أن يعرفه عن ابو سهيل قال له هذا تاريخنا يمشي على قدميه، وأود أن اقول له بدوري فأنت يا ابا يعرب امتداد لابو سهيل، وفعلا انت موسوعة وتاريخ، أطلب من الله ان يطيل لنا بعمرك وأن يشفيك فإن شاء الله أزمة وتعدي!
- عزيزة فتح الله