كأنك أيها المثقف التنويري تضع حديث (لا تغضب) نصب عينيك. وكأنما النبي عليه الصلاة والسلام يخاطبك شخصياً. لذا لم أسجل عليك طيلة عقدين من تلاقينا أي ملاحظة في هذا الجانب مهما بلغت الاستفزازات من حولك. عدا تحفظك على (مثقف) تراه مراوغاً ونفعياً وعبثياً على المستوى الأخلاقي.
أبا يعرب: نعلمك بعفاك ونبدأ أعلامنا بذكر الله والصلاة على النبي: سمعت باسمك لأول مرة صيف 1419هـ وفي مساء كرمنا فيه الراحل الكبير عبدالعزيز مشري في جمعية الثقافة والفنون في الباحة، إذ تلقى العزيز أحمد مشري اتصالاً هاتفياً يطلب فيه المتصل عبدالعزيز. سأله: من؟ فأجاب أحمد «أبو يعرب». هذه الكنية النادرة أشعلت في داخلي شوقاً لمعرفة (المُكنى).
عرفتُ لاحقاً أنك تهتم بالمشري في كل تفاصيل حياته ويومياته وكتاباته ومواعيد علاجه ومقالاته وما تم نشره ومتى نام واستيقظ وتودعه دوماً بذور أمل. ما أشعرني أنك بلغت ذروة النبل والوفاء. وتيقنتُ أنك من قلة قليلة من أصدقاء يرتقون سلم المثالية بكل تواضع ودون أدعاء.
كعادة الكبار عندما ألتقيتك أول مرة كنتَ تحدثني عن كتاباتي، وموادي الصحفية، ومقالتي حديث راصد لماح . يعتني بكل شيء . ويحتفي بالنادر والنوعي.
أبا يعرب ثق أنك زرعت فينا من الحب والإيمان بجهودك ما يمكنك من مواجهة أي متاعب أو مصاعب. وإن كنا نمر بعصور التقانة والعولمة إلا أننا نعود إليك دوماً لنتلمس من خلال كتبك خطواتنا الأولى التي بها وصلنا ما وصلنا إليه. خطاك السوء. ومجار. وما تشوف بأس.
- د. علي بن محمد الرباعي