هالة الناصر
قبل يومين أمر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بإرسال طائرات لتقل الحجاج القطريين إلى المشاعر المقدسة ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين تستقبلهم المملكة العربية السعودية سنويًّا ضيوفًا عليها. حدث ذلك إثر وساطة قام بها الشيخ عبدالله بن علي بن جاسم آل ثاني. هذه الوساطة التي استبشر بها الكثير من الحجاج القطريين الذين تدفقوا بالمئات على المنفذ الحدودي بين السعودية وقطر في لفتة كريمة، تثبت بأن السعودية هي الأخت الكبرى لجميع الدول العربية والإسلامية، وهي الأرجح عقلاً في جميع قراراتها السياسية التي دائمًا ما يثبت الزمن صحتها وعمقها. وتثبت دائمًا قيادتنا الرشيدة أنها قادرة على تقديم النوايا الحسنة، واستخدام الحكمة في أقوى الأزمات السياسية. لم يكن هذا القرار السعودي الحكيم مستغربًا بل متوقعًا، ويتماهى مع شخصية السعودية السياسية عبر التاريخ؛ إذ دائمًا ما يأتي قرارها مغلبًا المصلحة العامة للأمة الإسلامية والعربية رغم كثرة الحاقدين والمغرضين من إخوة وأشقاء لنا، يزعجهم ويغضبهم هذه الزعامة المستحقة للسعودية لدول العالم الإسلامي والعربي. قرار السعودية باستضافة الحجاج القطريين والترحيب بهم استقبلته حكومة قطر بالمزيد من المراهقة السياسية كعادتها منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، كانت تزداد كل يوم حمقًا وجهلاً وسفهًا، لا يليق بصبيان فكيف بساسة يديرون مصير شعب دولة قطر. لم تقبل حكومة قطر القرار السعودي الإنساني بإنسانية مماثلة، بل أطلقت أذنابها لتشويه القرار والمحاولة من التخفيف من أصدائه الإيجابية التي عمت جميع شعوب الدول الإسلامية، وابتهج بها المسلمون جميعًا عدا مجموعة قليلة هم الذين يمثلون حكومة قطر وأذنابها. توقعنا من حكومة قطر أن تستغل هذه المبادرة الإنسانية من خادم الحرمين وولي عهده -حفظهما الله- لتذويب حدة الغضب الخليجي من تصرفاتها الرعناء وتهورها واستهتارها بأمن الخليج واستقراره عبر حياكة المؤامرة تلو المؤامرة لتفكيك لحمة الدول الخليجية، وجرها نحو صراعات لم يكن لها داعٍ لو تصرفت الحكومة القطرية بمسؤولية وضمير. ادعت قطر ادعاءات زائفة لتشويه القرار السعودي الإنساني تجاه الحجاج القطريين. ومهما كانت أسباب هذا القرار فهو قرار حكيم، وضع الحكومة القطرية في مأزق، وأحرجها، وكشف عن وجهها الأسود القبيح، ونواياها الخبيثة التي اتضح أنها مبيتة منذ سنوات. هذا القرار جعل أي عذر قطري عذرًا أبح من ذنب، وجرمًا في حق الشعب القطري قبل أي شعب آخر!