أصبح عدد من المواقع والمباني والقصور التراثية بمنطقة الرياض مصدر جذب للسياح في إجازة الصيف، بعد أن أصبحت مهيأة للزيارة من جهة، ولارتفاع الوعي لدى السياح المواطنين بأهمية وقيمة هذه المواقع التي تشكل سجلاً حيًّا لتاريخ البلاد والمناطق التي توجد فيها.
وتتنوع هذه المواقع التراثية بين القرى والبلدات التراثية والأحياء التاريخية والقصور التراثية والمتاحف والأسواق التراثية وغيرها، وأصبح عدد من هذه المواقع تشهد إقامة فعاليات سياحية، كما توجد فيها محال للهدايا التراثية.
وتحظى البلدات والمواقع التراثية التي تم ترميمها وإقامة الفعاليات فيها بالاهتمام الأكبر من السياح.. ومن أبرزها:
حي البجيري
يُعد حي البجيري في الدرعية التاريخية من أبرز المواقع التي تجتذب الزوار والسياح في الإجازة.
وحرصت إدارة الحي على إقامة فعاليات وأنشطة سياحية وترفيهية خلال صيف هذا العام، لقيت إقبالاً وتفاعلاً كبيرًا من الزوار.
ويتميز حي البجيري بقيمته الثقافية وموقعه الاستراتيجي؛ إذ يقع على الجهة الشرقية لوادي حنيفة مقابلاً لحي الطريف المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وتنتشر في الحي المتاجر والمطاعم والمقاهي، إضافة إلى مؤسسات حديثة ومنشآت عصرية.
كما يشتمل حي البجيري على مجموعة من العناصر التي تحقق منهجية تطويره، وتتمثل في مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي تحيط بمسجد الشيخ، والساحة المركزية التي تحيط بها مجموعة واسعة من المحال التجارية متعددة الأنشطة، ومتنزه الدرعية الذي يشمل جزء الوادي بين البجيري والطريف.
البلدة التراثية بالمجمعة
تُعد البلدة التراثية في المجمعة أحد أهم المواقع التراثية في المنطقة.
وتضم البلدة الواقعة في الجنوب الغربي من المدينة الحديثة عددًا من المباني التراثية والأثرية، منها: مرقب جبل منيخ الأثري، وقصر الربيعة، ومدرسة أحمد الصانع التاريخية، وقصر العسكر وملحقاته (قصر الإمارة)، وجامع الملك عبد العزيز، ووقف الملك عبد العزيز وملحقاته.
وقامت بلدية المجمعة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني - ممثلة بفرعها في منطقة الرياض - بمشروع لتطوير وتأهيل البلدة، التي تشهد عددًا من الفعاليات وسوق الأسر المنتجة.
وتستقبل البلدة حاليًا رحلات سياحية أسبوعية ضمن مسار سياحي خاص، أعدته الهيئة بالتعاون مع منظمي الرحلات السياحية. كما تقام فيها فعاليات سياحية وتراثية بشكل مستمر، فيما يستقبل سوق الأسر المنتجة وسوق الحرفيين الزوار على مدار الأسبوع.
بلدة شقراء التراثية
تحتل شقراء مكانة مهمة في منطقة الرياض من خلال ما تتميز به من أهمية تاريخية وموقع استراتيجي، وما تزخر به من مواقع تراثية وسياحية وبيئية، جعلتها من الوجهات الرئيسية في المنطقة.
وإضافة إلى ما يحيط بمدينة شقراء من متنزهات صحراوية جميلة فقد تضافرت جهود الأهالي لترميم منطقة وسط شقراء التاريخي؛ ليصبح من أهم مواقع الجذب السياحي في منطقة الرياض.
ومن أشهر أحياء شقراء التقليدية «حي الحسيني» الذي يحوي بيوت الوجهاء، التي كانت تستخدم لممارسة الأنشطة التجارية وعقد الصفقات على نطاق واسع، مثل بيت آل الجميح وبيت العيسى. كما تحوي البلدة التاريخية بيوت أهل العلم والقضاة، مثل العلامة أبي بطين والشيخ العبد اللطيف.
كما أن من أشهر البيوت التاريخية في شقراء هو بيت السبيعي التاريخي (بيت المال) الذي بُني في عام 1327هـ، وكان مقرًّا لبيت المال في عهد الملك المؤسس.
وتتعدد المواقع التراثية في شقراء، منها السور القديم، ويرجع تاريخه إلى عام 1232هـ، والسور الجديد، وتم تشييده في عام 1319هـ، إضافة إلى أبراج المراقبة على الجبال المحيطة بالبلدة والمرقب الشمالي والجنوبي.
وتشهد البلدة حاليًا مهرجان صيف شقراء الذي يستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار.
بلدة أشيقر التراثية
تتصدر بلدة أشيقر التراثية في الوقت الحاضر الوجهات الأكثر استقبالاً للسياح في منطقة الرياض، خاصة من الجاليات المقيمة في الرياض.
وأصبحت البلدة وجهة للسياح بعد أن بادر أهالي أشيقر بترميم مبانيهم الطينية لتتضافر معها بعد ذلك دعم الهيئة، وأصبحت هذه البلدة أكثر البلدات التراثية جاهزية للرحلات السياحية، ليس على مستوى منطقة الرياض بل على مستوى المملكة، خاصة بعد افتتاح متحف خاص وسوق شعبي ومطعم للأكلات التراثية.
وتحتضن البلدة متحف السالم الذي يحتوي على بعض قطع التراث الشعبي، كما توجد مجموعة من المحال التجارية، أو كما تسمى قديمًا «السوق»، وفيه يمارس القدماء عمليات البيع والشراء، واستطاع الأهالي أن يعيدوا للمكان جزءًا من تاريخه؛ إذ خصص محل لبيع القطع الأثرية، وآخر لبيع التمور، كذلك بقالة صغيرة تبيع المرطبات مصممة بالطريقة القديمة.
بلدة الغاط التراثية
أصبحت بلدة الغاط التراثية التاريخية من الوجهات السياحية الرئيسية التي تجتذب أعدادًا كبيرة من السياح في الإجازات المدرسية وإجازات نهاية الأسبوع، وذلك بعد الانتهاء من تهيئة وتأهيل عدد من المواقع التاريخية والبيئية في المحافظة.
وقد تضافر أهالي المحافظة وتفاعلوا مع البرامج والمشاريع التي تبنتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المتعلقة بتأهيل التراث العمراني في المحافظة؛ وذلك بهدف جعلها مقصدًا سياحيًّا بارزًا في المنطقة.
ويعد متحف الغاط من أبرز المواقع في البلدة التراثية، وكان المتحف مقرًّا لإمارة الغاط، وقدمه ملاكه (أبناء ناصر بن سعد السديري) إلى الهيئة لتأهيله؛ ليكون متحفًا لمحافظة الغاط.
قصور تاريخية
وإضافة إلى البلدات التراثية فقد تم ترميم عدد من القصور التاريخية في عدد من مدن منطقة الرياض، وفتحها للزوار خلال الإجازة.
ومن أبرز هذه القصور قصر الملك عبدالعزيز بالخرج، الذي تم العمل على تأهيله وتطويره ليكون متحفًا وطنيًّا عريقًا في محافظة الخرج، وقصر الملك عبدالعزيز التاريخي في محافظة الدوادمي الذي تم العمل على تأهيله ليكون متحفًا وطنيًّا، يضم مقتنيات المحافظة ووثائقها التاريخية كافة، وقصر الملك عبدالعزيز بوادي الدواسر، الذي تم ترميمه، ويجري العمل على تجهيزه ليكون متحفًا لمحافظة وادي الدواسر. ويعد هذا القصر الذي يعرف بقصر الإمارة القديم من أهم المعالم في المحافظة، وقد أمر ببنائه الملك عبد العزيز -يرحمه الله- ليكون مقرًّا للحاكم الإداري في وادي الدواسر.
وتضم منطقة الرياض خمسة مسارات سياحية تراثية، تنظم وكالات السياحة رحلات منتظمة لها، وهي مسار المجمعة، الذي يبدأ في مدينة الرياض مرورًا بمحافظة المجمعة ومحافظة الغاط ومحافظة الزلفي. ومسار «الرياض - الخرج - الدلم»، ومسار «الرياض - عودة سدير - وروضة سدير»، والمسار الداخلي المتضمن مواقع سياحية وتراثية داخل مدينة الرياض.
ويشتمل على زيارة لقصر المصمك، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي (المتحف الوطني)، ومتحف صقر الجزيرة، والدرعية، ووادي حنيفة.