ياسر صالح البهيجان
موافقة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على فتح المنفذ البري أمام الحجاج القطريين، وتوفير وسائل النقل الجوي لهم دون أي تكاليف مالية عليهم، وإعفائهم من إصدار تصاريح الحج، يؤكّد مدى اهتمام المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، وسعيها إلى تذليل جميع العقبات التي قد تواجههم في سبيل أداء المناسك الدينية، وتشير إلى مكانة الشعب القطري لدى السعودية حكومةً وشعبًا، وأنهم جزء أصيل ومكون رئيس من مكونات الخليج العربي.
ورغم حجم ممارسات حكومة الدوحة العدائية تجاه المملكة ودول الجوار، إلا أن السعودية أثبتت أنها حريص على عزل الشعوب الشقيقة عن أي خلافات سياسيّة، والموافقة الملكية الكريمة جاءت بعد ساعات من تسرّب مكالمة هاتفية لرئيس وزراء قطر الأسبق حمد بن جاسم وأمين عام جمعية الوفاق علي سلمان والتي كشفت مؤامرة لقلب نظام الحكم في مملكة البحرين، ما يمثل امتداداً لسلوكيات الحكومة القطرية الفوضوية والداعمة للتمرد والجماعات المتطرفة، لكن ذلك لم يثنِ القيادة السعودية عن تقديم تسهيلات للشعب القطري، لإدراكها أنه شعب يرفض تصرفات حكومته الطائشة، ويحمل ذات الرؤية المتطلعة لخليج آمن ومستقر بعيدًا عن دعم وتمويل وإيواء الإرهاب ورموزه.
الشعب القطري واع ويدرك أن الحكومة السعودية وشعبها لا تؤاخذه بجريرة ما تقترفه حكومته، وكافة الأصوات القطرية المخلصة تؤكّد على ضرورة أن تتوقف القيادة في بلدها عن التمادي في الإساءة لدول الجوار، وتؤيد مكافحة تمويل المتطرفين وإيواءهم في الداخل القطري، ولم يخفِ المواطنون في قطر تململهم من النظام الحالي، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي طويلاً، وسيقولون كلمتهم الصادقة والتي ستجبر حكومتهم على التراجع سعيًا لحفظ أمن خليجهم.
الموافقة الملكية الكريمة أكدت للداخل القطري حجم تدليس الأذرع الإعلامية المدارة من حكومة الدوحة، والتي حاولت خلال الأسابيع الماضية المزايدة على جودة تنظيم السعودية لموسم الحج، وعملت على تدويل المشاعر المقدسة، وإيهام المواطن بأن المملكة تضع العراقيل في طريقه، لذا فإن حملة الكذب الآن قد أجهضت، وبات القطريون على دراية بمن يسعى للعبث بعقولهم، واستغلالهم في الخلافات السياسية، واستعمالهم ككبش فداء لتحقيق مكاسب واهية.
ومع التسهيلات الكبرى للحجاج القطريين، تكون الحكومة القطرية قد تلقت صفعة جديدة تضاف إلى سجل الصفعات السابقة التي منيت بها منذ إعلان مقاطعتها على خلفية دعمها وتمويلها للإرهاب. ومع مرور الوقت ستجد نفسها معزولة ومنبوذة ليس من محيطها فحسب، وإنما حتى في الداخل القطري، لذا لا سبيل أمامها إلا المسارعة للتوقف عن غيّها قبل أن تتفاقم خسائرها وتصل إلى مرحلة لا مجال فيها للعودة والتصحيح.