«الجزيرة» - عبدالمحسن المطيري:
كانت محلات الفيديو في فترة الثمانينيات، تعج بالكاسيت الصغير، وفي التسعينيات في أفضل حالاتها، حيث ليس هناك أي منافس يذكر، فترة الثمانينيات خصوصاً أنها أتت بعد منع دور السينما كانت الملجأ الوحيد للمشاهد السعودي لمشاهدته أفلامه المفضّلة والمسرحيات المصرية، كذلك الأفلام المصرية القديمة.
وتعتبر فترة التسيعينات، الفترة الذهبية، حيث تميزت الفترة بطرح الأشرطة الكبيرة VHS، والتي تتميز برخص ثمنها وتوفر الأجهرة في غالبية المنازل السعودية، في بداية الألفية، شهدت محلات الفيديو منافساً حقيقاً يتمثّل في القنوات الفضائية سواء المفتوحة أو المشفرة مثل «Showtime»، ولكن بقيت المحلات هي المصدر الأول للمشاهد.
في السنوات العشر الأخيرة شهد السوق السعودي منافساً قوياً يتمثّل في مصادر عبر الإنترنت مثل مواقع مشاهدة الأفلام ومواقع تحميلها، وهذا كان له أثر كبير في انخفاض عدد المشتركين في السوق السعودي مما جعل الكثير من ملاك محلات الفيديو يغيرون من طرق بيعهم من أشرطة الفيديو والـ DVD، إلى بيع هارديسكات مليئة بالأفلام المترجمة لتواجه بذلك الانخفاض الشديد الذي شهده السوق في السنوات الأخيرة.
إن سرعة الإنترنت والبدائل المتوفرة على المواقع الإلكترونية مثل موقع «Amazon» و «Netflix»، جعل المستهلك يميل أكثر لخيار الإنترنت، بسبب عامل الوقت وسهولة المشاهدة، حيث يكلفه التسجيل في موقع مثل «Netflix»، نحو 30 ريالاً مقابل مشاهدة مجموعة كبيرة من الأفلام والمسلسلات الحديثة، ما يجعل الواقع لمحلات الفيديو أكثر مأساوية، فهل إعادة افتتاح دور السينما سيساهم في إنعاش سوق الفيديو السعودي؟
ربما حيث تشير الأرقام إلى مبيعات الديفيدي في الولايات المتحدة تعتبر الأعلى عالمياً على الرغم من سهولة مشاهدة الأفلام في أمريكا على الإنترنت وكذلك انتشار دور السينما، ولكن ربما ساهمت مشاهدة الفيلم الحديث في صالة السينما لرغبة المستهلك باقتناء الفيلم على قرص بلوراي لجودته العالية، وسهولة مشاهدته كل مرة من دون حاجة الإنترنت.