نوف بنت عبدالله الحسين
دومي خضراء مزدهرة
يسقيك الماء يا شجرة
في ظلك نلعب يا شجرة
تعطينا الملعب والثمرة
لقائلها
البذرة الصغيرة... تدل طريقها وتشق سبيلها بين طيّات التراب.. إلى أن تجد لها مستقراً آمناً.. وبيئة خصبة... لتبدأ رحلة نماء وتأسيس وتجذير... تنطلق تدريجياً للأعلى... تنفلق وتتفتح براعمها متجهة نحو السماء... تتبع مرشدتها الشمس في مسيرة الفصول المناخية... تؤدي الدور الجوهري في التوازن البيئي.. فتكون ملاذاً للطيور... مخبأً للقطط... ظلاً للبشر... طراوة للجو... فتعطي بصمت... وتزهر بصمت... ويتم نزع أوراقها وتشذيبها بصمت... تشرب كفايتها من السقيا ولا تحب الهدر والإسراف... وتنتج أطيب الثمر... لا تصدر الضجيج... تسبّح الله وتعطي السكون للجميع... عطاء الشجرة ووقارها يشبه الجدّات... كم نتوق للاستظلال بهن... يعطيننا قبل أن نطلب... يعانقننا بقلوبهن.. ويداهمننا بدعائهن الذي يصاحبه يقين إجابة وبركة.... تفوح رائحة الوقار منهن.. وبهن نستشعر قيمة التسبيح والاستغفار الذي لا ينقطع عن ألسنتهن... هن أشجار عظيمات... تركوا للزمان أن يقوم بمهمته في معاصرة الأجيال.... فتعاملن مع الأمر ببساطة وحب... رحمات وطمأنينة تصاحب وجودهن... حديثهن بلسم القلوب... ضحكاتهن نور الحياة... تجاربهن حكمة السنين.... وقلوبهن قداسة النبض وجمال الروح...هن مدد الحب الصادق والعطاء الذي لا ينفذ... لا يثقلن على أحد... ويردن الخير للجميع... منهن تعلّمنا حب الأوطان وممارسة الطقوس الروحانية بصدق دون رياء ولا مواراة.... منهن تعلّمنا الفرح كيف يكون بأبسط شيء دون تعقيد... منهن تعلمنا قيمة التواصل والتلاحم والتآزر والاهتمام.. ليتنا ننبت أنفسنا من جديد... لنكون مثلهن... أخشى أن تكون تلك الأشجار العظيمة في طريقها للانقراض... فلا يتبقى سوى ذكرياتنا الجميلة معها... وننسى أن نرث منهن... روح الأشجار العظيمة...