«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
عقود مظلمة خيمت على العالم وعانت منها البشرية ولكن لم تمر حقبة مظلمة ومزعجة في التاريخ كحقبة «الخميني» التي كانت وراء حرب الخليج التي أكلت الأخضر وما زالت تبعاتها معاشة إلى اليوم داخل إيران وحتى خارجها. ولا يمكن أن ينسى العالم أيضا النظام الكوري الشمالي ورئيسه الشاب الغريب الأطوار «كيم جونغ» الذي أثار القلق ومنذ سنوات بل من لحظة تسلمه سدة الحكم بعد رحيل والده. فهاهي طبول الحرب بدأت تقرع وتكاد تسمع لا في كوريا الشمالية نفسها ولا في الدول المجاورة لها كوريا الجنوبية والصين واليابان، بل وصلت إلى مختلف دول العالم والجارة غير البعيدة، اليابان بدأت مؤخراً في نصب بطاريات (باتريوت الحديثة) في أكثر من موقع تحسبا من حدوث ما لم يكن في الحسبان، بل أعلنت أنها لن تسمح بتعرض القاعدة الأمريكية في غوام، ولقد تابعت مختلف وسائل الإعلام في العالم آخر الأحداث والتصريحات فنقلت شبكة إن بي سي عن مسؤولين كبار أن واشنطن تعد لتنفيذ ضربة استباقية ضد بيونغ يانغ انطلاقا من جزيرة غوام.
وفي المقابل، أكدت بيونغ أنها تعمل على وضع خطة لإطلاق أربعة صواريخ على هذه الجزيرة، وتصريحات (الشمالية) المستفزة تلقي ظلالها لا على الجيران بل على العالم ككل.
ونفس الشيء يقال عن أمريكا، فردود فعلها المخيفة تجعل العالم يضع يده على قلبه خوفا وجزعا من أن تقوم أمريكا بتنفيذ وبدون تردد ما يصرح به رئيسها «ترامب» والعالم يقف في حيرة من أمره والقلق يحيطه من كل جانب كإحاطة السوار بالمعصم، وهو يتساءل هل فقد كلا الرئيسين كيم وترامب عقليهما. وهل يعلنان الحرب. ويدفعان بالعالم إلى «جهنم» حرب عالمية جديدة. وما أبشع هذه الحرب لو حدثت -لا سمح الله-. فسوف تأكل الأخضر واليابس.
ولاشك أن تجار السلاح وسماسرته الكثر وفي مختلف الدول بات يسيل لعابهم وهم يسمعون قرع طبول الحرب في كوريا الشمالية وفي أمريكا. بل وصل الحال إلى تحرك نشط في الصين، فقبل أيام استعرضت «بكين» الملايين من رجال قواتها المسلحة والآلاف من القطع والمعدات والآليات العسكرية الحديثة بفخر واعتزاز وهي تكاد تقول نحن على استعداد. كذلك انتشار الأساطيل البحرية في بحر الشمال وفي المحيطات الكبرى. تحسبا لأي تصرف من هنا أو هناك، ألم يكفِ العالم ما سببته الحروب من دمار وقتلى وضحايا بالملايين؟! ألم يهرب عشرات الملايين من بلادهم بحثا عن الأمن والاستقرار في مكان ما.. مكان أمن فيه غذاء وماء..؟! ماذا يفعل العالم اليوم.. أين المفر.. وإلى أين يهرب.. هل يهرب من نفسه لنفسه وهو يسمع ما تعلنه كوريا الشمالية أو الولايات المتحدة الأمريكية.. أم يجلس مستسلما وبسذاجة يتابع ما تبثه نشرات الأخبار وليس له خيار ولسان حاله يردد يا عالم أليس فيكم رجل رشيد. ولن أزيد..؟!