«الجزيرة» - خالد الدوسري:
عين على مخاطر انفجار العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية وعين على مستقبل الرئاسة الترامبية التي تعمها الفوضى إن بين السياسة العامة أو بين السياسة الخارجية والتي تستلزم لملمة الأوراق الأمريكية في البيت البيضاوي وإعادة جدولة المهام الرئاسية وعلى رأسها مستقبل الولايات المتحدة إحدى وعود الرئيس دونالد ترامب إبان توليه منصبه قبيل أشهر. لقد ادخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه في عاصفة سياسية جديدة أمس الاربعاء بعد تصريحاته الصادمة بشأن اعمال العنف في شارلوتسفيل والتي اثارت انزعاجا داخل معسكره وقد تكون نقطة تحول في رئاسته، حيث كان ترامب قد القى بمسؤولية مشتركة في اعمال العنف على أنصار اليمين المتطرف والمؤمنين بنظرية تفوق العرق الأبيض الذين تجمعوا في هذه المدينة الصغيرة بولاية فرجينيا، وايضا على المتظاهرين الذين تجمعوا للتنديد بهم. واثار ذلك تصريحات نادرة من رئيسين سابقين هما جورج بوش الاب وجورج دبليو بوش اللذان دعيا الامريكيين الى رفض التعصب العنصري.. بكل أشكاله. وبدون أن يسميا ترامب استشهد الرئيسان بوش بواضع اعلان الاستقلال وذكرا الامريكيين بأن جميع المواطنين متساوون.
وسارع الزعيم السابق لجماعة كو كلوكس كلان ديفيد ديوك الذي كان من أبرز وجوه التجمع في شارلوتسفيل إلى الترحيب بتصريحات الرئيس التي ادلى بها في برجه في نيويورك الثلاثاء. وكتب على تويتر (شكرا سيدي الرئيس ترامب على صدقك وشجاعتك في قول الحقيقة عن شارلوتسفيل والتنديد بالإرهابيين اليساريين). وسبب ذلك صدمة بين العديد من اعضاء الكونغرس من الديموقراطيين والجمهوريين. ويبدو أن ترامب الملياردير الجمهوري قد تجاوز خطاً أحمر بتصريحاته بعد 200 يوم من تسلمه السلطة. وتركت تصريحات ترامب غير المكتوبة الثلاثاء انطباعا لدى العديد من المراقبين أنها تعكس موقف ترامب الحقيقي بعكس التصريحات الاكثر اتزانا التي ادلى بها من البيت الابيض الاثنين والتي دان فيها بحزم العنف العنصري. وفي مؤشر واضح الى الحرج لم يسارع اعضاء الكونغرس الجمهوريون الى الدفاع عن ترامب كما فعلوا مرارا منذ تسلمه منصبه في يناير بل أن بعضهم انتقده. وقالت زعيمة اللجنة القومية الجمهورية رونا رومني ماكدانيل لشبكة ايه بي سي في شارلوتسفيل اللوم يقع كليا على كو كلوكس كلان ودعاة تفوق العرق الابيض. أما جون كيش الذي نافس ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة العام الماضي فقال لـ ان بي سي عليه أن يصلح الامر وعلى الجمهوريين أن يتحدثوا بصراحة. وفي مؤشر على خطورة الموقف الغى ترامب أمس مجلسين استشاريين للأعمال عقب استقالة العديد من المدراء التنفيذيين للمجلسين احتجاجاً على تصريحاته حول تجمع لدعاة تفوق العرق الابيض في فيرجينيا ادى الى اعمال عنف. واكتفى ترامب بالقول (بدلا من أن أمارس الضغط على رجال الاعمال في مجلس شؤون التصنيع ومجلس الاستراتيجية والسياسة، فإنني سأنهيهما. اشكركم). وعادة لا يتدخل الجيش الأمريكي في الأمور السياسية إلا أن قادة هذا الجيش دانو أمس العنصرية وعدم التسامح بعد التجمع العنيف الذي نظمه منادون بتفوق العرق الابيض في فيرجينيا.