حمد بن عبدالله القاضي
«اللهم اكسر قلمي»
دعاء أو هي دعوة عنْون بها مقاله بصحيفة الحياة الصديق الكاتب القدير زياد الدريس.. لقد باح بمقاله المخضّب بغلالة من يأس عن هاجس كل كاتب عربي شريف في «بلاد العرب أوطاني».
كم طرحت هذا السؤال «الجرح» بعد النشر: ماذا بعد؟ أحوال أمتنا لا تسر وانقساماتها تزداد والتحديات تواجهها من شرق وغرب ونحن الكتّاب نجتر الكتابات والعبارات الممزوجة بالعبرات بلا جدوى حتى لقد «نصبنا من الحروف دموعًا» مازالت أوضاع أمتنا تزداد سوءًا وانفسامًا وقيم مجتمعاتنا تمعن غيابًا.
من هنا أتماهى معك أبا غسان حينا لذات السبب، بل التمس العذر لمن يهجر الحبر.
أتذكر مقولة للأديبة العربية الشهيرة غادة السمان التي تتناغم فيها مع خيبة الكاتب في أقطارنا العربية عندما لا يُلفي لعطائه صدى.
تقول: «من الجرم أن تسأل كاتبًا صمت لماذا صمت؟» ومع كل هذا لا بد يا صديقي ألا نرتهن للعجز والإحباط لا بد يا صديقي ألا يهزم حرفنا هذا الإحباط وبخاصة بوطننا الأغلى فلنواصل نسج كلماتنا من أجل نماء وطننا واستقراره وسموقه ومواجهة تحدياته ولتبق حروفنا حافزة للحفاظ على ما تبقى من قيمنا ثم لنظلّ من شاطئ آخر مع حاملي القلم الشرفاء في بلادنا العربية.
عسانا نوقظ بريق الأمل فيها وإن عزّ ذلك فلا أقل من أن نبث الشكوى عن جراح أمتنا فإن بذلك بعضًا من سلوى وإن لم تَبدُ جدوى.
أيها الصديق دعنا لا نكسر أقلامنا فالكتابة عافية للإحساس ومغارة نَرفي بها بعض أوجاعنا! أرأيت ان سكب الكلام خير من خيار كسر الأقلام لتَظلّ ولنَظلّ يا صديقي: نمسك بأقلامنا ولا نكسرها
=2=
إعلامنا الفضائي الخارجي:
هل خدم قضايانا؟
** إلى سنوات محدودة كنا «عيالاً» على بعض العواصم العربية في إعلامنا المقروء تحديدًا.
لكن تغير الأمر -بحمد الله- ولم تعد المراكز كما كان يقول الراحل محمد حسنين هيكل هي مصادر الإعلام، بل أصبح ما يطلق عليها اسم الأطراف أو دول البترول كما هي التسمية الأخرى هي مراكز الإعلام وبخاصة هي الفضائي الفاعلة والمتفوقة في مضامينها وأساليبها وفنياتها.
لكن السؤال الأهم: هل كان لهذا الإعلام الفضائي الذي نتربع على عرش خطابه أثر بتغيير النظرة الذهنية لنا.
هل له أثر في تفنيد التهم حول ما يثار عن وطننا ومجتمعنا أم لا؟.
أم أن هذا الإعلام أحدث العكس ببلورة السلبيات وتناسى الإيجابيات.
فمثلاً أي قضية اجتماعية تتم عندنا كما تتم عند غيرنا نضخمها، ونشعل النار حولها حتى يراها البعيد والقريب، حتى لكأنها ظاهرة ولكأن كل مواطن مشارك فيها مع أنها - بحقيقة الأمر - مشكلة أو حادثة تحصل بأرجاء الدنيا يوميًا.