أحمد المغلوث
كانت المملكة كلها سعيدة فرحة يوم الثلاثاء 8 أغسطس ومع أول ساعات الصباح حملت مختلف الصحف السعودية وحتى الخليجية والعربية والعالمية وبخطوط عريضة وكبيرة نبأ موافقة مجلس الوزراء الموقر وبرئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز على تنظيم صندوق النفقة. والذي كانت فكرته هاجسا يداعب عقول المسؤولين والمواطنين على حد سواء. وحسب ما أوضحه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد الوزير أن من أبرز ملامح التنظيم ما يلي: يرتبط صندوق النفقة بوزير العدل، وتكون له شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة، ويكون مقره في وزارة العدل.
ويتولى الصندوق عدداً من المهمات، ومنها صرف النفقة لمن صدر له حكم قضائي باستحقاقها ولم ينفذ لغير عذر الإعسار.
وصرفها لمن صدر له أمر قضائي بها ولا تزال مطالبته بها منظورة أمام المحكمة وذلك وفقاً للإجراءات التي تحددها اللائحة.. ومع توالي ساعات النهار توالت الأنباء هذا الخبر المفرح والذي أسعد مئات الآلاف من المطلقات في المملكة واللواتي كن يعانين من عدم التزام أزواجهن السابقين بسداد ما عليهم من حقوق مادية تجاه طليقاتهن.. والصندوق سوف يستفيد منه كل من صدر له حكم نفقة واجبة.. من هنا فسعادة أخواتنا المواطنات وأبنائهن وبناتهن كبيرة.
ولكن الدولة حفظها الله وقيادتنا الحكيمة تسعيان دائما لخدمة مختلف فئات المجتمع وهاهي تقف بقوة وحزم بجانب فئة من المجتمع عانت وتضررت كثيرا نتيجة لتسويف وتهرب الكثير من الأزواج الذين يتوارون خلف أسباب واهية عن القيام بتنفيذ ما عليهم من حقوق والتزامات مالية نحو من كانت يوما زوجة له وأم لأولاده وبناته.
متناسين قول الله سبحانه وتعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ} (7) سورة الطلاق ولقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) وبالتالي ويحق للزوجة اللجوء إلى القضاء الشرعي لإلزام الزوج بالنفقة الشرعية ويجب على كل من وجبت عليه النفقة سواءً كان الزوج أو غيره أن يدفعها.. وبفضل الله وبما أنعم على بلادنا من خير ونعمة، جاء «صندوق النفقة» ليساهم في دعم المرأة المطلقة وليحقق لها حياة مستقرة ودخل يضمن توفير ما تحتاجه أسرتها الصغيرة بعد حدوث أبغض الحلال عند الله «الطلاق» ووجود صندوق النفقة يشكل علامة بارزة في ما تقدمه الدولة لمواطنيها في مختلف المجالات الحياتية لينعم الجميع بحياة هائة ومستقرة تحت ظلال راية الخير فكم من الآباء الذين تخلوا عن مشاعر الأبوة وتوقفوا عن الإنفاق على مطلقاتهم وأبنائهم بأسباب واهية وغير معقولة ولا مقبولة. والصندوق قبل وبعد يعزز من مكانة المرأة في مجتمعنا ويرفع من شأن أخواتنا وبناتنا المطلقات اللواتي بعضهن ليس لهن ذنب في حدوث طلاقهن إلا أن قدرهن وضعهن لدى زوج لم يحسن التعامل مع المرأة كما يجب.
ولم يرفق بالقوارير.. ولم يقدم تنازلات. فالحياة الناجحة من أهم أسسها أن المشاركة الفاعلة بين الزوجين.
ولكن بعد حدوث «الطلاق» هناك من يهرب بأنانية ويرمي الحمل ومسئوليات الأبناء على زوجته «طليقته» لتصارع وحدها متاعب الحياة. والآن ومع وجود «صندوق النفقة» تلاشت هذه المتاعب. فالوطن احتضنها بصدره الواسع وقلبه الكبير..