م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. يمر الإنسان في حياته بخمس مراحل تنتابه خلالها حالات من التغيير التي تكون جذرية في مرحلتها الأولى وهي مرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة.. وتكون إضافة وتشكيلاً للشخصية كمرحلة الانتقال من المراهقة إلى الشباب.. وتكون تعديلاً للطبائع والعادات كما في مرحلة الانتقال من الشباب إلى النضج.. ثم في الأربعين مرحلة اكتمال المرء وبلوغه أشده.. ثم تبدأ المرحلة الختامية في الستين.. وعندها يبدأ ارتفاع سقف الآمال وضمور الطموحات ولا تصبح مراهنتك على نفسك وإنما على غيرك.
2. المرحلة الأولى من مراحل التغيير في حياة الإنسان هي مرحلة البلوغ.. وهي التي يشهد فيها تغييراً داخلياً عميقاً يقلب بعض أحاسيسه من النقيض إلى النقيض وهي مرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة.. أي سنوات (12 حتى 18) حينما ينمو الشعر في منابته ويتغيَّر الصوت ويخشن وتنمو عظام الجسم وتتشكّل أحاسيس الذكورة والأنوثة في كل جنس.
3. المرحلة الثانية هي مرحلة الشباب من سن (18 حتى 30).. حيث تبدأ فيها التطلعات من نواحي التعليم الجامعي والنزوع للاستقلال والبحث عن مكانة.. والاندفاع المتهور والحماس في الأداء.. والتقلّب في الأفكار والآراء وتحديد المواقف والأهداف.
4. المرحلة الثالثة هي مرحلة الرجولة من سن (30 حتى 40).. هي بداية الدخول إلى النضج العقلي.. ويبدأ فيها النزوع إلى العمل الجاد وتظهر طموحات النجاح والرغبة في الاستقرار والزواج وتكوين أسرة.. وتتحدد فيها رغباتك وشخصيتك.. وتتسع فيها شبكة علاقاتك التي تطغى عليها المصلحة الشخصية.. وتبدأ في حصد ما زرعته في شبابك.
5. المرحلة الرابعة هي مرحلة اكتمال النضج من سن (40 حتى 60).. والتي تبدأ بريح عاصفة تُسمى أزمة منتصف العمر، حيث تمتد سنة أو سنتين ومن بعدها تبحر الحياة في نمطها الروتيني حتى الستين.. وهذه تعتبر مرحلة الحصاد وجني الثمار في العمل والأبناء والحياة.
6. المرحلة الخامسة هي مرحلة ما بعد الستين، حيث يكبر ابن آدم وتكبر معه خصلتان: حب الدنيا وطول الأمل كما أخبر الرسول الكريم.. إلى أن يُرَدَّ الإنسان إلى أرذل العمر.. وهذه المرحلة هي الأمتار الأخيرة في الحياة.. قد تندفع بأقصى طاقتك كمتسابقي الماراثون.. وقد تبحر فيها مستمتعاً هانئاً سعيداً.. كلها قراراتك الشخصية التي تتفاعل في عقلك.. قد تجبرك الظروف وقد تتسامح معك الحياة فتتصالح مع نفسك.