هاني سالم مسهور
لم يكن مفاجئاً أن تتناول قناة الجزيرة القطرية ومعها الصحف في قطر إعلان وزارة الداخلية السعودية تطهيرها لحي المسورة في بلدة العوامية، لم يكن مفاجئاً إطلاقاً أن تتخلى قطر عما تبقى لها من انتماء في عروبتها وتتحدث بلسان الإيرانيين وتنظر بعيونهم التي رأت كيف انهزم مشروع الخُميني مرة أخرى في الأرض السعودية، مؤامرات ودسائس لم تتوقف منذ العام 1979م مُجدداً فشلت عند إصرار السعودية على أن تحافظ على لحمة وطنها، وأن تحمي جسدها من أمراض الطائفية القادمة من ضفة الخليج الفارسية.
معيب ما أظهره الإعلام القطري من تناول لأحداث العوامية، معيب مُكرر لما يفترض أن الإعلام القطري الذي ما زال يمارس العويل واللطم على كل الأصعدة متحدثاً عن الرأي والرأي الآخر، سقوط مهني في توقيت فضحت فيه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (عوار) قطر كنظام سياسي تحول إلى رأس حربة في صدر أشقائه وجيرانه، فالتغطية الإعلامية لم تحمل غير ما يمثل منهجية قطر تجاه الدول العربية.
إرهاب العوامية تم تمويله قطرياً، هي سلسلة من أجندة قطرية كانت فيها البحرين والإمارات ومصر واليمن وتونس وليبيا ولبنان وسوريا وفلسطين والعراق وما بعد العالم العربي، كُل أخذ نصيبه من تمويل الإرهاب القطري، لم تتوقف سياسة قطر عند دولة محددة كانت الأجندة القطرية مفتوحة على مصراعيها توزيع الخراب والدمار في كل أرض وتحت كل سماء.
انخفاض الإرهاب في الشرق الأوسط أصبح واحداً من أهم الملامح بعد شهرين من قطع العلاقات مع قطر، تراجعت أسهم الإرهاب كثيراً، سقطت داعش في الموصل وتحررت بنغازي في ليبيا، أجزاء واسعة من محافظة شبوة جنوب اليمن تم طرد عناصر القاعدة منها، تراجعت العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ في مصر، مؤشرات التراجع في العمليات الإرهابية مرتبط بعدم قدرة النظام القطري إيصال الأموال للتنظيمات المتطرفة حول العالم، علاقة طَردية تماماً، توقف التمويل تراجع للإرهاب.
حول أحداث العوامية ضخت وسائل الإعلام القطرية أكثر من مائة مادة إعلامية بين معلومة مغلوطة وأخرى تعمدت الإساءة لقوات الأمن السعودية، ناهيك عن مئات الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي التي مارست التضليل الإعلامي بشكل ممنهج معتاد من الحسابات القطرية التي تتعمد مهاجمة الدول الأربع السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
ما رأيناه من تضليل حول أحداث العوامية يذكرنا بما قامت به قناة الجزيرة القطرية في تغطية أحداث البحرين 2011م وتحديداً ميدان اللؤلؤة وما أعقبه من تدخل قوات درع الجزيرة، ذات المنهجية الإعلامية تكررت الفارق الأوحد أن النظام القطري اصطدم مرة جديدة بواقع القدرة السعودية في التعامل مع أحداث تعتبر طبيعية في إطار بلد قيادي وكبير كالسعودية، وهذا هو الفارق الذي لم تستطع القيادة القطرية استفهامه برغم السنوات العشرين التي قضتها قطر تنسج مؤامراتها ولا تثمر غير أشواك توجع حكامها.