أمل بنت فهد
لكل مُطلقة أحرقتها لواهب الطلاق.. والدروب الطويلة والملتوية التي لا تنتهي مع رجل فاقد للإنسانية.. لم تسعفه حتى غريزة الأبوة كي يتحمل ولو جزء من مسؤولية الانهيار الكبير.. وأصر أن تبقى وحدها تحت الحطام.. لا يهمه مصير أبنائه.. يظن بأن التخلص من الأم يعني التخلص منهم جميعاً!
يرى الطلاق بكل أشكاله على أنه إهانة شخصية تستوجب الانتقام والنصر ما استطاع إليه سبيلاً.. ولا يدرك أن المرأة التي تمسكت بأبنائها برغم غموض المستقبل.. وقلة الحيلة.. امرأة تستحق الاحترام والتمكين والمساعدة.. لا يدرك أنها أخذت عنه مهمة صعبة ومعقدة.. ولم تفعل مثله وترمي بهم لتعيش حياتها خفيفة دون حمل ثقيل.
اليوم كوني المنطلقة إلى ظلال دولتك.. واستظلي بظلها واطمئني.. إنها ركن شديد أمام من يحاول الاستعراض و»الهياط» والتهرب.. اليوم الدولة تغلق الباب أمام أي رجل يظن أنكِ وحيدة أو ضعيفة.. أو يتلاعب بالوقت ولا يدري أن الدقيقة في عمر المصائب سنة.
قرار تنظيم صندوق النفقة بحيث يكون مرتبطاً بوزير العدل.. وله شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة.. هذه المعلومات اليسيرة لا تحكي كل شيء.. إنها تحكي الفهم العميق من الدولة لأهمية ردم إحدى الفجوات التي تهدد أهم لبنة في بناء كل مجتمع.. ويكفي أن يكون الطلاق بحد ذاته زلزلة فيها خسائر ومطبات كثيرة.
فالأبناء الذين سيعيشون وجع الفقر بوجود أب مستهتر.. هم قنبلة موقوتة تنتظر وقتاً لتنفجر.. ولقمة سائغة لمن يدفع.. الفقر والحاجة غضب مستتر.. وجوع لا ينتهي.. وانحسار لأهمية الأخلاق والمبادئ.. حلقات متصلة لا يمكن فصلها في أغلب الأحوال.
وحين تكون الدولة الحد الفاصل.. والحل الاستباقي.. فإنها تخلق للولاء مليون سبباً إذا انعدمت الأسباب.. ولاء للوطن الذي لا ينسى أحداً.. قريباً أو بعيداً.. قوياً أو ضعيفاً.
بشائر الخير تمطرنا يوماً بعد يوم.. وطن عظيم.. أجنحته دولة وشعب.. لذا سنطير صعوداً ولن نتوقف.. قمة بعد قمة.
وأخيراً..
أيتها المرأة السعودية.. تسلحي بمعرفة ماذا لكِ وماذا عليكِ.. المعلومات متاحة.. وإن أصبح صندوق النفقة حلاً لمشكلة واحدة في حياتك.. فإن البقية آتية لا محالة.. صوتكِ مسموع.. إن فهمتِ كيف تظهرينه.. هادئاً كالصدق.. واضحاً كالأرقام.. نزيهاً من الوطن إلى الوطن.