د. ناهد باشطح
فاصلة
((الحق كالنار عندما نحاول تغطيته يحترق))
-حكمة عالمية-
عندما نشرت مقالتي يوم الأحد الماضي عن الفساد الإداري ومماطلة بعض الوزارات في إنهاء مصالح الناس أتتني رسائل من بعض القراء بأن وجود هذا النوع من الموظفين محبط ولا فائدة من المطالبة بحقوقنا إذ إن كل شيء يمر عبر الواسطة!!
الحق أن من فهم المقال بهذه الطريقة هو شخص لا يعرف ما معنى تحديات الحياة ووجود الخير بجانب الشر إلى أن ينتصر، ولم يعتد على المطالبة بحقه.
أعترف أننا كجيل لا نعرف ثقافة الحقوق فعادة غالب الأسر نهجها التربوي التطرف، أما أن تعلم أطفالها العدائية أو السلبية، بينما لم تعلمنا المناهج الطريقة الصحيحة في فهم المطالبة بحقوقنا والخيط الرفيع بين السلبية والتسامح.
المطالبة بالحقوق طريق طويل وفيه الكثير من الإحباطات والتوتر والحزن لكن في نهايته وحين تحصل على حقك يحتويك شعور غامر بالسعادة والرضا لا يضاهيه أي شعور وفي الطريق نفسه دروس عدة تجعلك أقوى وأصلب في مواجهة تحديات الحياة.
المطالبة بالحقوق تواجهك أمام نفسك بأنه لا شيء يمكن أن تحصل عليه إلا بمشيئة الله، لا تثق في ذكائك أو قدراتك ومهاراتك ما لم تطلب العون من الله ثم من المختصين في الحقوق فلن يساعدك شيء.
هذا الطريق يعلمك أن تطلب من الله ما هو أعمق من نعم الدنيا... أن تطلب منه الحكمة والبصيرة قبل كل شيء ويعلمك أيضا أن تكبح جماح الرغبة في الانتقام إذا ولدت في داخلك من جراء إحساسك بالغبن.
في الطريق للحصول على حقك ستتذكر أن المنطق ليس دائمًا صحيحاً وأنك بعدم صبرك كما يقول المفكر «علي الوردي» تحجب ما يأتيك من هدايا القدر.
المطالبة بالحقوق هي منحة من الله ورسالة لك للتغيير إلى الأفضل لو استطعت فقط أن تتأمل تدابير الله في خلقه.