أحمد المغلوث
لم تزل الصحف المحلية والعربية والإسلامية تتداول بالقدح والسخرية منذ اللحظات الأولى التي صرحت فيها قطر بضرورة تسييس الحج ورغم أن نظام قطر حاول التهرّب من تصريحاته التي أثارت حفيظة المملكة وكل عربي ومسلم غيور على «شعيرة» الحج التي شرَّف الله هذه الأرض الطيّبة وقادتها ومواطنيها بخدمة ضيوف الرحمن وبقدسية الحرمين الشريفين منذ اللحظات الأولى التي أشرق فيها نور الإسلام العظيم في هذه الأرض العظيمة والتي تميزت بوجود الكعبة المشرَّفة وهي أول بيت وضع للناس لعبادة الله وحده لا شريك له. وباتت - وهذا بفضل الله - قبلة المسلمين في صلاتهم يستقبلونها أنى كانوا. وبفضله سبحانه سخّر هذا الوطن لخدمة ضيوفه عبر القرون الماضية وسوف تستمر هذه الخدمة إلى الأبد بمشيئته. وإذا كان النظام القطري حاول طرح فكرة تدويل الحج فهي محاولة بائسة يائسة ماتت منذ لحظة طرحها. وحقاً - وكما يُقال - لا يصح إلا الصحيح وأي نظام في العالم يحاول أن يخدع المسلمين فلن يخدع في النهاية إلا نفسه والكلام والتصريحات المزيَّفة المبنية على توصيات ممن لهم مصالح في طرح فكرة التدويل. هذه الفكرة الممجوجة وغير المقبولة أبداً لا من بلادنا التي لها شرف خدمة «شعيرة الحج» والتي من أجلها خصصت لها عشرات المليارات من الريالات سنوياً للصرف عليها ولتوفير أرقى الخدمات المقدَّمة لضيوف الرحمن في الحج والعمرة بدون منّة. مما جعل ذلك محل تقدير كل حاج ومعتمر. وكما أشار معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد مؤخراً في اجتماع وزراء إعلام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالرياض: إن المملكة ومنذ تأسيسها تبذل كافة الجهود لإنجاح الحج هذه الشعيرة الربانية وأثبتت عبر التاريخ نجاحها في تقديم خدماتها لضيوف بيت الله الحرام من مشارق الأرض ومغاربها. ووصف معاليه بأن تسييس الحج يعد انحداراً سياسياً تسعى من خلاله حكومة قطر إلى خلط الأوراق واستغلال هذه الشعيرة العظيمة لأهداف سياسية ضيِّقة) ا.هـ ولا يختلف اثنان على أن ما أقدمت عليه الشقيقة الغريبة والعجيبة قطر في ذات الوقت يعد سلوكاً لم يكن متوقًعاً أبداً وخصوصاً في طرح مثل هذه الفكرة الشاذة التي لا يقبلها كائن من كان. وبالتالي لم يكن مقبولاً أن تقدّم شكوى للأمم المتحدة بزعم مضايقة المملكة للإخوة الحجاج القطريين وهم قبل وبعد كونهم حجاجاً أشقاء لهم مكانتهم وتقديرهم وبيننا وبينهم صلات رحم ودم. وماا بعد لقد أمرنا ديننا الحنيف بالصدق في المعاملة والمكاشفة الواضحة، فكم هو جميل أن نقول الحقيقة وبالإخلاص في أداء العمل والبعد عن الزور والبهتان. وأن تعرف قطر أن حل أزمة المقاطعة موجود في أحضان «الرياض» بيت الجميع. وأن الرياض تسعى دائماً لمصلحة الجميع ومن أجل ذلك قادتها وكافة مسؤوليها حريصون على أن يتحقق لأبناء الخليج والعرب والمسلمين، بل ولشعوب العالم المحبة والسلام فهي أرض الإسلام والسلام.
تغريدة: أشد أنواع الخوف هو الخوف من الفشل وهو أكثر الخوف انتشاراً في حياة الناس. لكن دائماً هناك أمل في النجاح..!