رقية سليمان الهويريني
برغم أنّ حكومة المملكة أكدت وقوفها ضد خطاب التطرف والكراهية والطائفية والتكفير، وشدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على رفض هذا الخطاب؛ إلا أننا نشهد في كل مناسبة دينية أو اجتماعية، بل بكل لحظة فرح أو أنّة حزن إنسانية ظهور حالة جدل يشوبها التكفير وتعتريها الكراهية من لدن فئة ترى نفسها وصيّة على الجنة ألا يدخلها إلا من كان على هواهم!
والعجيب أنّ تلك الفئة لا تراعي مشاعر الناس المخالفين لهم حتى في حالة فقدهم لعزيز عليهم أو وفاة قريب لهم، حيث تبدأ مخالب الشماتة تنشب أظفارها فيهم حيناً، وأحياناً كثيرة تبرز أنياب التكفير لتنادي بعدم الترحم على أحبائهم أو لتحرمهم دخول الجنة بزعمهم!
وهذا الجدل الدائر يدق الإسفين في جسد الوطن، ويمزق نسيجه ويقوِّض وحدته مما يتطلّب تدخل الحكومة لتقديم المحرضين من دعاة الكراهية للعدالة؛ حماية لبلدنا من التشظِّي ولنسيجنا الاجتماعي من التمزق ولمستقبل أطفالنا من شيوع الكراهية المقيتة في أوساطهم!
وعلى مركز (اعتدال) النهوض بدوره كما وعدنا بتعهّده بمحاربة الفكر التكفيري المتطرِّف وبمحاسبة من يؤيده فيبثون الكراهية وينشرون البغضاء!
وأكاد أجزم أنّ انتشار هذا الفكر المتطرف الذي يُكفِّر ويزعم عدم دخول بعض الموتى المسلمين الجنة لمخالفته مذهبه، هي محصلة ونتيجة لخطاب مقيت قائم على التحريض وكراهية المختلف! ولن يقودنا إلا إلى مزيد من العنف والإرهاب والاقتتال.
وما يؤسف له أنّ بعض ناشري التطرف ومشيعي الكراهية يتسنّمون مناصب عليا في الدولة، أو يقومون على تعليم النشء في المدارس وطلبة الجامعات ويعتلون المنابر في الخطب والوعظ، فهم حينئذ يزرعون بذرة الإرهاب ونواة التطرف، وعندها يكونون حاضنة الغلو وأعداء السلام ومحاربي الوئام وخصوم التعايش ويشكلون خطراً كامناً على وحدة الوطن.
تُرى، كيف يمكن الوثوق بشخصيات متناقضة يقرون بأنّ دينهم دين التسامح، بينما واقعهم هو زرع الكراهية وغرس التكفير، وهم سبب لتفكك المجتمع والتفرقة بين أبناء الوطن؟!