الجزيرة - الرياض:
صدر حديثا كتاب بعنوان «الجمهوريات السورية» لمؤلفه الأستاذ عبدالرحمن الطريري تناول فيه معضلة سوريا والكارثة التي تعيشها جراء الصراع الذي نشأ منذ 6 أعوام بين معارضة سلمية لشهور عدة وبين نظام أراد الحل الأمني سبيلا واحدا لإنهاء الأزمة. ويرصد الكتاب سنوات سوريا منذ العام 2011، الأرض التي جمعت كل القوى الإقليمية والدولية لتكون مؤثرة أو متأثرة بما يجري في سوريا من التسليح وإرسال الميليشيات إلى الدعم السياسي ثم الفيتو وصولا إلى ملايين اللاجئين والجرحى والمفقودين في ظل جولات أربع من مفاوضات جنيف وجولتين في أستانة، وتساءل الكاتب: كيف سيعيش السوريون بعد هذه الأزمة وكيف سيتعايشون، وهل ستبقى سوريا موحدة أم ستكون «جمهوريات سورية».
وتضمن الكتاب الإشارة إلى أنه رغم سلاسة انتقال الحكم من حافظ الأسد لنجله بشار الأسد إلا أن الأجواء لم تكن مريحة للنظام البعثي في سورية ولا كانت قناعة الغرب كبيرة بقدرة بشار الأسد على الإصلاح ناهيك عن نيته، حيث حفل عامه الأول في الحكم 2000 بانسحاب إسرائيلي أحادي من جنوب لبنان، شكل ضغطا على حزب الله حليف الأسد وشعار المقاومة الذي أبقى له حظوة امتلاك السلاح منفردا منذ اتفاق الطائف.
ولفت الكاتب إلى أن الغرب لا يهمه مصلحة الدول العربية، ولا تحقيق الحريات والديموقراطية في دول الربيع العربي، ولا سيما إذا كانت الديموقراطية ستأتي بمن لا يخدم المصالح الغربية، ومنها أمن ومصلحة إسرائيل.
مبينا أن نظام بشار الأسد يعي أهمية أمن إسرائيل وأنه خط أحمر، وكان هذا واضحا منذ انطلاق شرارة الثورة السلمية في سورية، بدءا من تصريحات رامي مخلوف التي ربط بها أمن إسرائيل ببقاء النظام الأسدي، ثم محاولة إثبات ذلك بتحريك بعض العملاء على الحدود مع إسرائيل، والتي كانت هادئة لعقود.
ويحوي الكتاب الذي جاء في 316 صفحة من القطع المتوسط تفاصيل ومعلومات وتحليلا سياسيا عميقا للقضية السورية منذ بدايتها، ورصدا دقيقا ومنهجيا علميا لأبرز محطاتها ومنعطفاتها حتى وقتنا الحالي، ومن ذلك الشق العسكري الميداني وانعكاساته على الجانب السياسي التفاوضي وما أفضت إليها جولات الحوار برعاية الأمم المتحدة من أجل الخروج بتصور ورؤية مشتركة تفضي إلى حل نهائي للأزمة. وأشار في هذا السياق إلى أنه كانت قناعة روسيا بحل سياسي أقرب من ذي قبل، وبدا أن التخلي عن الأسد والتمسك بالنظام السياسي والعسكري، مثل نقطة التقاء بين موسكو ودول تعارض بقاء بشار الأسد ومن تلطخت أيديهم بدماء السوريين، وكانت المملكة العربية السعودية هي الأوضح في موقفها ذلك.