محمد بن علي الشهري
لا أدري بماذا أصف حالة عدم الرضا عن معسكر الزعيم بالنمسا، ونتائجه، التي عبر عنها بعض الزملاء وبعض الجماهير إلى حد التشاؤم، وإلى درجة الحديث عن تفاصيل التفاصيل..؟!.
مع احترامي وتقديري لأولئك الزملاء والجماهير أتساءل: متى كان الهياط والهيلمانات والبهرجات، وحتى كسب المباريات التجريبية أثناء إقامة المعسكرات الخارجية بكميات هائلة من الأهداف، هي المقاييس الصحيحة للحكم على نجاح المعسكر من عدمه..؟!.
كلنا يتذكر العديد من المعسكرات الخارجية التي أقامتها بعض الأندية، وما واكبها من دعايات وهيلمانات وصخب، فضلاً عن اكتساحها للفرق التي لعبت معها ودياً بنتائج كبيرة بلغت أحياناً (درزن)، غير أنها سرعان ما تكشفت على حقيقتها بمجرد الدخول في معتركات التنافسات.
الحقيقة التي ربما لم يتنبه لها أولئك الأعزاء الذين استعجلوا الأمور هي: أن تخمة النجوم ووفرتهم لدى (رامون دياز) ربما تضعه في حيرة من أمره بعض الشيء عند تحديد الانتدابات، مما يتطلب قدراً من التريث والتمحيص.
(دياز) يحظى بقدر أعلى من ثقة الإدارة، وثقة جماهير الزعيم الملكي، وهو يستحقها بلا شك، فلندعه يعمل انطلاقا من هذه الثقة.
الهدوء الأهلاوي ماذا يعني؟
أعني بسؤالي الغموض الذي يكتنف كل شيء هذه الأيَّام في أروقة قلعة الكؤوس بعكس باقي الفرق، فلا يُعلم ماذا يجري هناك من تدابير تتعلق بأمور الموسم القادم الذي بات على الأبواب، ما يعني أن وراء الأكمة ما وراءها؟!.
ولأن حديثنا هنا عن خامس الكبار، فلا بد أن يكون تفسيرنا للحالة أقرب إلى المنطق، وهو أن ذلك الهدوء ما هو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة، وأن (التماسيح) عاقدة العزم على التهام الأخضر واليابس.
ذلك أنه لو لم يكن الإعلام الأهلاوي أكثر طمأنينة على الأوضاع، وعلى سير الأمور، لما انصرف بكامل عدّته وعتاده لمناكفة ومهاجمة كل ما له صِلة بالهلال بشكل يومي، وبالمنافحة عن الذين يسيئون إليه، وهو ما يعني خلو التدابيرالأهلاوية لدخول الموسم الجديد من أية سلبيات تستدعي تدخل إعلامه، ولا سيما وهو الإعلام المعروف عنه وبالإدلّة والبراهين، قوته وتأثيره على صانع القرار الأهلاوي..؟!.
على العموم: ما هي إلاّ أيَّام وينطلق الموسم، و(يبان المستخبي).
وما أدراك ما البطولة العربية؟!
كم كنا نتمنى - كعرب - أن يكون لدينا بطولة كروية عربية مكتملة البنيان والعناصر، ومُعترف بها دولياً يُشار لها بالبنان، سواء على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية، بطولة نفاخر ونباهي بها وبنتاجها، بطولة تجمع بين الأداء الرفيع والسلوك القويم بعيداً عن البهرجات الإعلامية الفارغة، وبعيداً عن المجاملات في اختيار وتحديد الفرق أو المنتخبات المشاركة في سبيل ضمان نجاح البطولة.
أما ما جرى سابقاً، ويجري حالياً، فما هي إلاّ محاولات ناقصة الجدوى والأهداف - مع كامل الاحترام والتقدير للقائمين على شأن البطولة الفاشلة بالوراثة - ذلك أن الغالبية العظمى من الدورات السابقة كان شعارها الفشل، وكلنا يتذكر الدورة التي أُقيمت بالأردن وما واكبها من فوضى عارمة بلغت حد استخدام المسدسات؟!!.
مسألة أخرى غاية في الأهمية تحول دون نجاح البطولات العربية، أو على الأقل خلوها من المكدرات والتشوهات، ألا وهي: ضرورة اقتناع اللاعب العربي بأن الخسارة من شقيقه العربي لا تختلف عن الخسارة من اللاعب غير العربي، وبالتالي يتقبل الهزيمة من شقيقه دون حساسية مفرطة.
إذن: علينا الانتظار إلى أن يَتمَّ توفير أكبر قدر ممكن من المتطلبات الضرورية التي أشرت إلى بعضها في مستهل الموضوع، وإلى أن يَتمَّ إقناع اللاعب العربي بأن الخسارة من شقيقه العربي ليست (كارثة) كما يتوهم، وإلى أن ننجح في صناعة جيل من الحكام ذوي القدرات المعتبرة لكي نقول أن لدينا بطولة (اسم على مسمى).. أما متى سيحدث ذلك فلا أملك من الإجابة إلاّ ما يملكه الشاعر حين قال:
(إلى أن يؤوب القارظان كلاهما
ويُبعث في القتلى كليب ابن وائل).