فهد بن جليد
في أحدث تصنيف للأعمال الخيرية التي يقوم بها الرياضيون حول العالم، تصدَّر نجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو قائمة أكثر الشخصيات الرياضية تبرعاً وإقبالاً على الأعمال الخيرية، وقد صرَّح قبل ثلاث سنوات لصحيفة (ذي صن) بأنَّ الله يكافئه بما يقدم بالتألق في الملاعب، فيما احتل نجم المصارعة جون سينا المرتبة الثانية، تلته نجمة التنس العالمية سيرينا وليامس، وضمت القائمة نجم المنتخب البرازيلي نيمار ومشاهير آخرين لكرة القدم، ولا تسألني عن الأعمال الخيرية للرياضيين العرب والسعوديين على وجه التحديد - مع تقديري لكل من يقوم بذلك في الخفاء - وقد سمعت سابقاً عن مبادرات يقوم بها النجم القدير محمد نور وآخرون -جزاهم الله خيراً- ولكنها تبقى أعمالاً غير موثقة وغير مُستمرة أو مُعلنة، فيما نحن نحتاج تسليط الضوء عليها أكثر حتى تكون مُحفِزة للآخرين.
هناك حاجة لتنظيم المسألة وسن تشريع تحفيزي على أقل تقدير، أو إنشاء جمعية الأندية الرياضية السعودية للأعمال الخيرية، لتقوم بدور إنساني واجتماعي وتصبح بمنزلة المضمار الخيري لتنافس الأندية وجماهيرها في المساهمة في دعم الأعمال الخيرية، فنحن نتابع مئات الملايين من الريالات التي تم يتم دفعها لجلب اللاعبين والتعاقد معهم في دوري جميل، إضافة إلى مبالغ تذاكر حضور المباريات وحقوق النقل التلفزيوني. ومن حق المجتمع وجمعياته الخيرية والمعوزين فيه أن يتطلعوا إلى دور خيري ومساهمة -من أي نوع- تقوم بها الأندية الرياضية ونجومها. في السابق كنَّا نتحدث عن مبادرات مجتمعية جماعية للأندية، ويبدو أن من الصعب تحقيق ذلك، أمَّا اليوم فنحن ننتظر ونتساءل عن اختفاء الدعم المباشر والشخصي من أنديتنا ونجومها، ولو بجزء بسيط وخيري من قيمة عقود هذه الصفقات، خصوصاً أنَّ جزءاً كبيراً من المعوزين لهم ميول رياضي ويشجعون تلك الأندية والنجوم، فلما هذا الشُح والبُخل والتقصير، رياضيونا أولى دينياً وثقافياً ومجتمعياً بتصدُّر المشهد الخيري على المستوى العالمي من غيرهم.
في ميدان التايمز الشهير بنيويورك تقام سنوياً دورة خيرية لكرة القدم الأمريكية يتابعها السكان والسياح، ويذهب ريعها بالكامل للمُشردين وأبناء الأسر ذات الدخل المحدود هناك، فالرياضة والأعمال الإنسانية والخيرية (وجهان لعملة واحدة)، فقط متى ما شعر المسؤولون عنها دورهم المُنتظر.
وعلى دروب الخير نلتقي.