د. ناهد باشطح
فاصلة:
((ينبغي أن يكون للقانون سلطة على البشر، وليس للبشر سلطة على القانون))
-حكمة يونانية-
قد يكون من المحبط أن تطالب بحق من حقوقك وقتًا طويلاً دون أن تناله، لكن الأمر بالنسبة لي لا يعد تحديًا بقدر ما هو يقين كبير بأن الله يمنحني القدرة على اكتشاف الكثير قبل أن أنال حقًا لي لن يضيع.
الأمر ببساطة يتوقف على النوايا الحسنة والإصرار على المطالبة دون أدنى شك في أنه لا يصح إلا الصحيح.
في رحلتك باتجاه استعادة حقوقك سوف تكتشف الكثير من الوجوه التي لم تكن تقرأ ملامحها بشكل صحيح.
سوف تعرف ملامح المنافق الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة ثم يروغ منك كما يروغ الثعلب، وسوف تكتشف السلبي الذي لديه عوائق نفسية في اتخاذ القرار، وسوف تلتقي بالمحبط الذي يحاول أن يثنيك عن مواصلة طريقك، وأيضًا الذي يحاول الإساءة إلى سمعتك لأن مطالبتك بحق من حقوقك يفضح تواطئه مع الآخرين ضد مصلحتك.
وقد يكون أصعب ما يواجهك إذا كان الحق الذي تطلبه لدى أحد الوزارات الحكومية أن الفساد الإداري لا يتخذ نمطًا واحدًا، بل يتخذ سلوكيات عدة.
فهناك المحسوبية (Nepotism) بمعنى أن هناك من ينفذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي لها هذا المسؤول (أصدقاء أقارب) والمحسوبية منتشرة في الدول العربية بشكل عام حيث تنفذ الأعمال لمن لا يستحق فقط لأن المسؤول له علاقة بطالب الخدمة صديق أو قريب دون أي اعتبار لاستحقاق المواطن لهذه الخدمة.
وهناك المحاباة (Favoritism) بمعنى تفضيل جهة على أخرى في الخدمة بغير حق للحصول على مصالح معينة، وهذه تظهر حين ترى حقًا لك تعطيه الجهة المسؤولة لسواك لا لشيء إلا لأسباب تتعلق بالمسؤول ذاته وتفضيله جهات غيرك.
وهناك الواسطة (Wasta) والابتزاز (Black mailins) وكثير من السلوكيات التي تواجه الذي يبحث عن حقه في أي وزارة أو جهة حكومية كانت أم أهلية.
في رحلتك باتجاه الحصول على حقك سوف تكتشف أن هناك الكثير من القوانين التي تساعدك فقط أمن بحقك وبوجود القوانين العادلة التي مهما حاول الآخرون القفز عليها فإنه لا محالة سوف يسقط الظالم وتتساقط البقية تمامًا مثل قطع الشطرنج.